لم تغير كل الوعود من وضع الكهرباء، بل على العكس تتفاقم الأزمة وبالتأكيد هناك أسباب ومبررات لهذا التراجع، فمحطات التوليد ينخفض مردودها مع ارتفاع درجات الحرارة، وكذلك خطوط النقل وهي حالة فيزيائية طبيعية، وبالتالي الإضافات الجديدة لا تعادل الكميات المفقودة.
هذه المعلومات لم تعد حكراً على الفنيين وكثير من الناس يدرك ذلك، وبالمطلق مواجهة هذا الأمر ليس له سوى بديل واحد وهو زيادة مشاريع توليد الكهرباء واعتماد درجات أعلى لتصميم محطات التوليد، لأن درجات الحرارة المرتفعة باتت حالة طبيعية في مناخنا الذي تغيّر كثيراً.
الواقع المتردي لوضع الكهرباء يعكس حالة خلل في الخطط الإستراتيجية لقطاع التوليد، فمن المُستغرب أن ندفع كل هذه المبالغ على الصيانات التي كشف الواقع عدم جدواها وهدرها لمبالغ كبيرة، ونستبعد توريد مجموعات توليد نقالة يُمكن توريدها بثلاثة أشهر وركنها في أي محطة قائمة حالياً، لتكون بديلاً للمجموعات المُتهالكة، ومن المُستغرب أن نذهب لتوريد محطات تحويل نقالة وبناء محطات تحويل في وقت لا يوجد لدينا كهرباء، أليس من الأجدى تركيز الجهود والتمويل لتوريد مجموعات توليد وتشغيلها بدل أن نذهب لمزيد من محطات التحويل الضرورية في وقت تتوافر فيه الكهرباء؟
أن يستمر التعامل مع مشكلة الكهرباء بتبريرات لا نقول إنها ليست موجودة، بل نؤكد وجودها، ولكن ما الحلول؟ وما البدائل وبنفس الإمكانات التي تُقدم اليوم؟ مشكلة الكهرباء أصبحت واضحة كما حال عجز المعنيين عن تقديم البدائل.
البلد متوقف بسبب الكهرباء، وكذلك حياة الناس، ولا يُعقل أن عدة سنوات غير كافية لنغير واقع الكهرباء باتجاه إيجابي ملموس، ولم يعد مقبولاً كل التبريرات المُقدمة التي كررتها الجهات المعنية لسنوات من دون أن يقابلها سعي ملموس ونتائج على الأرض.