تتجدد ذكرى تأسيس الجيش العربي السوري في كل عام، مع كل انتصار يتحقق على أعداء سورية الذين لم يتركوا وسيلة من وسائل الموت والخراب والتدمير إلا واستخدموها ضدها، من الكيان الصهيوني المسخ وعنصريته، إلى “داعش” ومشتقاته، إلى “قسد” وعمالتها، وصولاً إلى الإجراءات القسرية الغربية الظالمة أحادية الجانب التي تستهدف الشعب السوري بلقمة عيشه وحبة دواء أطفاله.
سبعة وسبعون عاماً من عمر جيشنا البطل، تشهد بإنجازاتها على عظمة هذه المؤسسة الوطنية التي تعمل وفق شعار (الجيش للحرب والإعمار)، حيث كانت منذ بداياتها الدرع الحصين لسورية وشعبها في مواجهة المخططات الاستعمارية الخارجية، وحرب تشرين التحريرية عام 1973 وما تبعها من حرب استنزافية أكبر شاهد على أن قواتنا المسلحة ستبقى الصخرة التي تتكسر عليها كل المؤامرات والمخططات الأميركية والغربية، ناهيك عن الأدوار العربية التي كان له شرف حمل لوائها، وفي مقدمتها الدفاع عن فلسطين وعروبتها، فكان جيشنا الباسل في مقدمة جيش الإنقاذ العربي الذي تشكل على خلفية إعلان قيام الكيان الصهيوني 1948، وآخر من ينسحب من الأراضي الفلسطينية، كما تعزز دوره القومي مع تحمله مسؤولية الدفاع عن لبنان وعن وحدته وكيانه من المشروع التفتيتي الأميركي، ولم يتخلف عن واجبه القومي دفاعاً عن استقلال الكويت إبان الغزو العراقي له.
وتشهد الانتصارات التي حققها رجال قواتنا المسلحة الأبطال، والتضحيات التي قدموها في ميادين المعارك ضد التنظيمات الإرهابية وداعميها على أن هذا الجيش لن يتخلى يوماً عن مبادئه التي تربى عليها منذ ولادته، فهو يدافع عن الإنسان والإنسانية في كل مكان، وخير دليل على ذلك ما قام به خلال أكثر من عقد من الزمن بمحاربة الإرهاب نيابة عن العالم أجمع، لأن الإرهاب لا حدود له ولا دين، ويستهدف كل الشعوب والدول دون استثناء.
هذا في مجال الحرب.. أما في مجال الإعمار فلا يمكننا أن نوجز في هذه المقال جزءاً بسيطاً من الإنجازات التي حققتها مؤسسات الجيش في مجال البناء والإنشاء والإعمار وغيره من الأعمال الكبرى والعملاقة التي تمتد لعشرات السنين، وتتسع على اتساع الجغرافيا السورية، وهي تتضاعف وتزداد مع مرحلة إعادة الإعمار.
