في زمن تساوي فيه الصورة ألف كلمة، وتعبر دقة الذوق فيها عن الفكرة، بات ما ينشر على الصفحات الرسمية لبعض الاتحادات الرياضية في سوريا يثير الأسى قبل الدهشة، إذ تنشر تصاميم وصور تفتقر لأبسط مقومات الحس الجمالي، وتسيء من حيث لا تدري إلى صورة الرياضة السورية، وإلى صورة سوريا نفسها.
تصاميم ومحتوى بصري يفتقران إلى أبسط معايير الاحتراف، إذ تشبه بالسذاجة والسطحية إعلانات العلكة في التسعينيات، في وقت تطور فيه المحتوى البصري الإعلاني بشكل هائل عربياً وعالمياً، وأقل ما يوصف به “برومو” منتخب سيدات الكرة الطائرة الأخير أنه مثير “للاشمئزاز” من كل النواحي، فكرياً وبصرياً، ولا يصلح أن يكون رسالة تمثل سوريا في العالم.
من المؤلم أن يتعامل بعض القائمين على هذه الصفحات مع الصورة كأنها منشور عابر على وسائل التواصل، فيما هي في الواقع وثيقة رسمية تخاطب جمهوراً داخلياً وخارجياً، وتسهم في تشكيل صورة بلدٍ بأكمله، ومن الضروري أن تدرك الجهات المعنية أن تطوير الإعلام الرياضي يبدأ من تبني رؤية مهنية واضحة، تقوم على التدريب، والاستعانة بكفاءات قادرة على توظيف أدوات العصر في خدمة صورة الوطن، خصوصاً في ظل الانتشار الكبير لأدوات الذكاء الاصطناعي، فالإبداع لا يتطلب ميزانيات ضخمة بقدر ما يحتاج إلى إحساس بالمسؤولية وانتماء حقيقي.
ما نحتاجه اليوم ليس مصممين فقط، بل مؤمنين أن الإعلام الرياضي هو رسالة قبل أن يكون مهنة، وهو واجهة وطن قبل أن يكون محتوى، حين نفهم ذلك، سيصبح لكل منشور رسمي هيبة، ولكل صورة رسالة، ولكل منتخب صورة تليق باسمه وبلده.