كيف نعيد الاعتبار لقيم الجمال..؟ كل هذه الأوجه القبيحة للتعاطي العصري بدءاً من تلك المشاهد التي تهطل علينا كزخات غير قابلة للرد بمختلف أوجهها التي تفتقر للجمال والمنطق والحكمة، مجرد مشاهد تتعاطى ببرود مدهش مع حالة التسطيح التي تصدرها.
هل فعلاً لا يشعرون بكل هذا التخريب الذي يطال جيلاً كاملاً، بات يفتقر لمقارنات أعمق توجهه نحو حكمة غاندي، أو فلسفة رولان بارت، أو متعة الرواية الواقعية لماركيز وجورج أمادو. لاشك أن المقارنة باهتة، لأنها مقارنة بين التأمل في القيم الإنسانية العميقة بكل معانيها، وبين التكسب وحالة الاسترزاق المقيتة.
اللهاث خلف التكسب المادي يجبر مشاهير مواقع التواصل على عدم الاهتمام بالمنتج البصري حيث يصاغ على عجل معتمداً على الشكلانية المتهالكة خلف المظاهر، كأننا نعيش مع مقاطع عاجزة عن التوقف عن السباق الاستهلاكي المحموم بعيداً عن أي نوع من أنواع الوعي الذي يعيد للحياة جوهرها الأصيل.
الغريب أنهم لا يقلقون تجاه مكانتهم، ولا القيم التي يصدرونها، يتحدثون بثقة، وكأن حكمة الكون بين أيديهم. لو أننا نمتنع عن مشاهدة تلك الفيديوهات عديمة المعنى، حتى إن مرت رغماً عنا لا نتفاعل معها، نتجاهلها تماماً، ألا نكون قد ساهمنا في رد بضاعتهم إليهم…؟