الثورة – طرطوس – فادية مجد:
معاناة أبناء محافظة طرطوس (مناطق وقرى) من التقنين الطويل للكهرباء وقلة حصة المحافظة من الكهرباء مازالت مستمرة، وقد بلغت أسوء حالاتها، حيث وصلت إلى نصف ساعة وصل خلال الأيام الأخيرة في أغلب المناطق والقرى، يتخللها انقطاعات متكررة، بالرغم من كل المطالبات والمناشدات لزيادة الكميات المخصصة للمحافظة.
الجميع بات يعلم الانعكاسات السلبية لهذا التقنين الكهربائي الطويل على جميع مناحي العمل والحياة، وما يسببه من أزمة مياه وعطش، بسبب ذلك التقنين الجائر، وقلة كمية المحروقات المخصصة لعمل مضخات المياه.
وفي هذا الإطار نتلقى يومياً عشرات الشكاوى التي تشكو انقطاع المياه الطويل، ومعاناة الأهالي جراء ذلك من العطش وتكبدهم المبالغ الباهظة لشراء مياه للشرب، ومن ذلك شكوى وصلتنا من عدد من أهالي قرية سنديانة عين حفاض – حارة بيت عيسى – في ريف صافيتا تتلخص بمعاناتهم من انقطاع المياه منذ حوالي ٣٠ يوماً.
يقول الشاكون: نحن أهالي حارة بيت عيسى في قرية عين حفاض، كانت تصلنا المياه كل عشرة أيام والتي يتم ضخها لنا حوالى ٨ ساعات، ولكن الذي حدث منذ نحو شهر أنه تم ضخ المياه مدة ٣ ساعات فقط، ولأكثر من حارة، الأمر الذي انعكس ضخاً ضعيفاً، بالتالي قسم من بيوت تلك الحارة قامت بتعبئة حاجتها من المياه – وهي المنخفضة، أما البيوت المرتفعة فلم تصلها المياه وبقيت من دون تأمين حاجتها من مياه الشرب، الأمر الذي اضطر معظمهم لشراء أكثر من ٣ صهاريج مياه بمبلغ ٣٥ ألف ليرة لكل صهريج.
وطالب الأهالي في ختام شكواهم بوضع وحدة مياه صافيتا بصورة معاناتهم والذين أخذوا منها وعداً بإيصال المياه لهم وتخليصهم من معاناتهم.
ومتابعة للشكوى تواصلنا مع معاون وحدة مياه صافيتا المهندس تمام علي والذي أفاد قائلاً: أزمة الطاقة الكهربائية التي لا تأتي سوى نصف ساعة، وقلة مخصصات المضخات، وطبيعة بيوت تلك الحارة، حيث يستفيد عند ضخنا للمياه والتي تتم حسب دور نلتزم به كل عشرة أيام أو ١٢ يوماً أصحاب المنازل التي تقع في المنحدر، على عكس البيوت المرتفعة.
وأكد المهندس علي أنه بعد يومين سيكون دور تلك الحارة، وسنقوم بزيادة ساعات التغذية حتى يتسنى لجميع أبناء الحارة من تأمين حاجتهم، كما سنعمل على تركيب (سكر حقن) لحقن المياه باتجاه المنازل التي تقع في المرتفعات، مع متابعة الأمر مع مراقبي الشبكة والتشديد عليهم لضخ المياه لحارة واحدة فقط، وتحقيق العدالة بين جميع البيوت، إضافة لإشراك الفرقة الحزبية وإطلاعها على ساعات التغذية، وقمع كل المخالفات التي تقع من سقاية مزروعات، في وقت هناك أهالي بأمس الحاجة لشرب المياه وتأمينها للاستعمال المنزلي من غسيل وحمام وخاصة في أيام الصيف الحارة.
وأخيراً..
هذه شكوى تم إعطاء الوعد بمعالجتها.. ولكن هل حُلت أزمة العطش وعدم ضخ المياه إلا بعد أسابيع في معظم مناطق وقرى المحافظة ؟ !!
بالطبع لا.. والحجج جاهزة دوماً وهي قلة حصة المحافظة ونقص كمية المحروقات المخصصة لعمل مضخات المياه.. فهل انتهت الحلول؟! وهل عجرنا فعلاً عن إيجاد حلول إسعافية لأزمة طالت دون استجابة ومعاناة مزمنة لم تلق الآذان الصاغية؟!!
ألا تستحق محافظة طرطوس بعد كل هذه الاستغاثات زيادة مخصصاتها من الكهرباء.. سؤال ننتظر الإجابة عليه؟!!

السابق