لم يعد التدبير المنزلي مجرد ذكرى ترافقنا من مناهج مهملة في مرحلة التعليم الإعدادي في ثمانينيات القرن الماضي..وإنما خيار لازم وضروري بتطبيقاته اليوم وربما تحت مسمى آخر أشمل هو “التدبير الحياتي”.
الحقيقة التي يجب ألا نتجاهلها هي أنه علينا إعادة ترتيب يومياتنا وفق إملاءات الظروف الراهنة الصعبة، حيث اندثرت مظاهر الرخاء بشكل شبه تام لدى شريحة واسعة الطيف في قوام مجتمعنا، وبات علينا جميعا إتقان أدبيات استهلاك جديدة حتى ولو لم تكن معهودة في السابق، وحسبنا أن نجيدها أو نتعلمها، لأنها مهارات بكل معنى الكلمة وتحتاج إلى تعلم بالفعل.
قد تكون هذه الفترة من السنة هي الأنسب لإعادة إحياء التدابير القديمة التي عايشتها الأسرة السورية طويلا، على مستوى توضيب “مونة الشتاء” عندما لم يكن التعويل ممكنا على استدامة التيار الكهربائي وبالتالي “تفريز” تجميد الأغذية..وقد عانينا ورأينا وسمعنا عن حالات تلف الأغذية وخسارات الأسر لمدخراتها الغذائية بشكل قاهر لها فعلا.
باختصار لابد من العودة إلى تدابير الماضي..التجفيف بدلا من التجميد..وسلسلة الأغذية الرخيصة التي يمكن تجفيفها طويلة، كانت الأسرة السورية تعتمد عليها بشكل كبير في يومياتها الاستهلاكية خلال فصل الشتاء..كما أن قائمة الكونسروات التي يمكن تصنيعها منزليا طويلة أيضا، كلها نسيناها بسبب توفر بدائل مصنعة باتت مكلفة اليوم بل ومرهقة..
المشكلة أن كل هذا يتطلب مهارات..اندثرت وتلاشت مع تقادم السنوات، وكانت من اختصاص ربات الأسر، وإعادة إحياء هذه المهارات بحاجة إلى جهود ذاتية أو مجتمعية حتى.
قد يكون ثمة دور مهم لوزارة الشؤون الاجتماعية وهيئة الأسرة دور مهم في ذلك عبر التشبيك مع وسائل الإعلام.
وقد بدأ بهذه المهمة بعض رواد التواصل الاجتماعي، لكن بشكل غير منظم..
شيء من التنظيم والتكثيف قد يكون مجديا فلنبدأ لأن الخيارات البديلة قليلة وقليلة جدا.
السابق