الثورة _ طرطوس : فادية مجد:
لانتخابات المجالس المحلية دور مفصلي وهام في تحقيق التنمية الشاملة وتوفير الخدمات الأساسية في كل حي وقرية ومدينة فماذا يقول أبناء طرطوس في ذلك الاستحقاق الانتخابي الذي تقرر موعده في الثامن عشر من أيلول المقبل
الأستاذ عبد الرحمن تيشوري استشاري تدريب وتطوير أشار إلى أن انتخابات الإدارة المحلية لهذه الدورة بالتحديد وبعد تطبيق المرسوم ١٠٧ تكتسب أهمية كبرى ، لأنه مع الأسف وفي الدورة الانتخابية الماضية لم تستطع المجالس المحلية أن تأخذ دورها التنموي والمنصوص عنه في مواد المرسوم الجديد ١٠٧.
ونوه تيشوري بأن المطلوب في ذلك الاستحقاق الانتخابي المهم هو دينامية وآلية وذهنية جديدة تبدأ من اختيار الكفاءات من المختصين بالقانون والإدارة والاقتصاد وخريجي المعهد العالي للتنمية الإدارية ، فبلدنا يضم آلاف الكفاءات والخريجين، وهم من نعول عليهم في تلك المجالس المحلية، والتي هي عبارة عن حكومات محلية، وكل مجلس محافظة هو مجلس شعب مصغر، يضم تلك الكفاءات ويكون فاعلاً ويضع سياسات وخططا وبرامج، لتحقيق التنمية الذاتية المستدامة والتي هي بداية طريق التعافي في بلدنا.
وأضاف : لأجل ذلك كله لابد من أسس ومعايير موضوعية ترشح الكوادر الكفوءة ، من يبتعدون عن المصالح الشخصية ، ويشتغلون تنمية ، وليس مجرد عقل إجرائي وظيفي لايقدم ولايؤخر ، بعيدا عن كل الآليات والعلاقات الشخصية التي كنا نشهدها في الدورات الماضية ويصلون من خلالها ، عندها فقط سنشهد إقبالا كبيرا من قبل الناخبين لاختيار مرشحيهم ، وانتقاء الأصدق والأجرأ والأفضل .
من جهتها الدكتورة فريال سليمان أكدت بأن لكل شخص دوره في المجتمع، وطالما لديه مايقدمه ومحباً لخدمة أبناء مجتمعه، يجب عليه ألا يتنحى وألا يكون سلبياً، وخاصة في هذه المرحلة التي كثرت فيها الضغوط المعيشية وقلت الموارد، وساد الغلاء الفاحش بالمقارنة مع ضعف الرواتب.
وأضافت سليمان: نحن بحاجة لتغيير آلية الانتقاء وتحييد الواسطات والمحسوبيات في هذه الظروف الاستثنائيه بغية إعاده بناء الثقة التي انفقدت بسبب عدم السيطرة على الأسعار وضعف الخدمات من كهرباء ومياه وخدمات عامة مبينة أن عملية الانتخاب ووممارستها هي واجب وطني وضرورة ، ويجب أن تكون مبنية بناء على الإنجاز لكل شخص خلال وجوده بمكان عمله ، ومدى تأثيره بالمجتمع وليس بناء على المناصب التي شغلها ، فالمجالس المحلية لها أهمية كبيرة ودور مهم في تحقيق التنمية البشرية وحل المشاكل الموجودة واستنباط الحلول وتعزيز اللامركزية ، ولهذا كله المفروض أن يكون الانتقاء معيارا للأجدر والأنظف وصاحب البصمة ، للمرشح الذي يكون على تماس مباشر بين الناس ، والقادر أن يغير ، بل وأقل مايقوم به نقل المشكلات بكل جرأة وألا يسكت عن الخطأ ويعمل جاهدا لتحقيق خدمات تليق بالوطن وبالمواطن
الأستاذ الدكتور مدين الضابط _ كلية الاقتصاد بطرطوس قال: إن انتخابات الإدارة المحلية لا تقل أهمية عن أي انتخابات، بل ويعدها البعض الأهم لعدة أسباب من أبرزها قرب الإدارات المحلية المباشر من حياة المواطن واحتكاكها المباشر معه، وملامستها للكثير من همومه ومعاناته كالخدمات الأساسية والإنماء ومن هنا يجب أن يتوفر لدى الناخب أولا ثقافة الانتخاب بحد ذاتها ، وضرورة اختيار المرشح المناسب ثانيا وفق أسس محددة كالكفاءة والنزاهة وغيرها…
ولفت الضابط إلى أنه عادة ما يؤدي إحجام المواطنين أو عدم اهتمامهم بهذه الانتخابات وبالمرشحين إلى وصول أشخاص غير مناسبين، سيتسببون بالمزيد من المشكلات بدلا من إيجاد الحلول لمشكلات قائمة، فما كان يشكو منه سيعاني منه مرة أخرى، ولهذا ندعو جميع المواطنين إلى ممارسة هذا الواجب الوطني والدستوري وعلى درجة عالية من المسؤولية.