هي دمشق تثبت من جديد أنها الرقم المستحيل في معادلات السيادة والثوابت الوطنية، فلا أمريكا وتلفيقاتها الهوليوودية، وقيصرها اللاشرعي قد استطاعت أن تلوي ذراعها، ولا اعتداءات كيان العدو الصهيوني المارقة والمتكررة قد استطاعت أن تنال من عزيمة السوريين، وانتصارات مؤسستهم العسكرية، ومن إنجازات أبطال جيشهم الباسل، ولا مقاطع فيديو الإليزيه التضليلية قد حققت الغايات السوداوية التي صنعت وبثت لأجلها.
إذاً هي سورية عصية على أجندات المستعمرين وأوهامهم، وإن بدلوا جلودهم، وتلطوا بشعارات إنسانية، وهم منها براء، وحتى وإن لبسوا براقع الحقوق والحريات، فالميدان السوري يبقى أصدق إنباء من كل ما يقوله الأمريكي وثلته المعادية، وأبطاله وحدهم من يخطون المعادلات السياسية والعسكرية، ويقهرون مخططات الأعداء.
وكما هي رسائل العدوان على سورية سواء كان مباشراً، أو غير مباشر، أو كان بالوكالة، وسواء كان سياسياً، أو دبلوماسياً، أو اقتصادياً، أو حتى إعلامياً، كما هي كثيرة وفيها العديد من الدلالات، إلا أن رسائل دمشق كانت هي الأقوى، بأننا هنا في أراضينا باقون، لن نخاف عدواناً، ولن نتراجع عن ثوابتنا، وعن خيارنا المقاوم قيد أنملة، وبأننا كنا وسنبقى نسيجاً شعبياً ووطنياً واحداً، والأهم لن يكون هناك لأي محتل، أو معتدٍ، أو غاز، أو عميل، أو خائن، أو مرتهن، أو مرتزق، أو إرهابي، لن يكون له وجود على أراضينا، وبأننا نحن -السوريين- كنا وسنبقى وحدنا أصحاب القرار، وكل من أتى غازياً محتلاً هم مجرد عابرين، ومصيرهم مزابل التاريخ، حيث العار سيوصم جباههم بالذل الأبدي لا محال.
وتماماً كما كان الحال في كل عدوان سياسي على سورية، أو إعلامي، أو عسكري، فإن مضاداتنا السورية، ووسائط دفاعنا الدبلوماسية على المنابر الأممية، والصحفية في الأروقة المحلية، والعربية، والعالمية، وأيضاً صواريخنا على أهبة الاستعداد، وجاهزة لفعل كل ما يلزم من أجل أن تبقى سورية حرة، سيدة، مستقلة، مهما كلف الثمن.