انقلبت المعادلات وتغيرت المعطيات، حتى وصلنا الى مرحلة انعدام التفسير وهذا يعود في أساساته العميقة الى غياب المنطق.
من كان يتوقع أن يصبح البرغل المنتج محلياً أغلى من الأرز الفاخر المستورد؟!
الموز المدلل اليوم بأسعاره السياحية جداً رغم أن الجو الحار يجعل المعطى مختلفاً.. بمعنى أن المنطق هنا يقول: يجب أن ينخفض سعره..
الغريب والتقليد السنوي الذي أدخل الشك في النفوس أن الموز المستورد والذي يقارب سعره اليوم 12 ألف ليرة سورية سنراه خلال شهر في الأسواق بسعر أقل وربما يهبط الى النصف أو اكثر مع موعد موسم الحمضيات ..!!!
اليوم أسعار اللحوم البيضاء أصبحت أغلى من الحمراء.. وهذا ما نسميه “عكس المنطق” مثل معظم الحالات التي يمر فيها المواطن والمجتمع.
قلنا منذ فترة عندما انخفضت أسعار الفروج الى أقل من التكلفة والخسائر الكبيرة التي أصابت صغار المربين: إن الذي سيتحمل تلك الخسائر هم التجار والمربون الكبار .. بينما صغار المربين سيخرجون من الخدمة لعدم قدرتهم على المنافسة وتعويض الخسارة الكبيرة التي تعرضوا لها.
ونبهنا أنه خلال شهرين على الأكثر سيكون هناك غلاء فاحش للفروج.
هي دورة إنتاجية كما قلنا.. ولا أحد يستطيع التحكم بهذا السوق المتذبذب سوى الأقوياء الذين يفرضون شروطهم في نهاية المطاف.
الشيء الوحيد الذي من الممكن أن يجعل أسعار الفروج تنخفض هو قلة الاستهلاك بسبب عدم قدرة أغلبية السوريين على الشراء.
هنا تفرض سياسة العرض والطلب نفسها في السوق.
أما أعذار وزارة التموين وإجراءاتها المزعومة فستبقى محل شك لدى المواطن الذي فقد الثقة كلياً. …