الثورة – رولا عيسى:
لا تتوقف المبادرات عند الفنان والممثل ومخرج الأفلام الوثائقية أحمد الحلاق واليوم يضيف إلى قائمة أعماله مشروعاً فنياً ليس جديداً لكنه بدأ يصل إلى مرحلة استطاع من خلالها استقطاب عشرات الأطفال نحو تنمية هواية الفن والغناء والتمثيل ليحول طاقاتهم إلى الوقوف على مسرح الأطفال والمشاركة معه في عمل إبداعي حمل عنوان الأسرة السعيدة.
الأسرة السعيدة..
ويتحدث حلاق للثورة عن تطور تجربته في العمل على تدريب الأطفال بأعمار صغيرة على إتقان أدوار وضعتهم في أعمار كبيرة حيث يقول: بما أني مؤلف ومخرج لمسرحية الأطفال (الأسرة السعيدة) أحتاج في بعض الأحيان أن أردف الفرقة المسرحية ببعض الوجوه الجديدة من الأطفال ما يستدعي الإعلان عن الحاجة إلى أطفال يحبون فن التمثيل وأحياناً أتفاجأ بعدد المتقدمين لهذا الشاغر في المسرحية وأرى أيضاً رغبة عند الأهالي بتعليم أبنائهم هذا الفن الجميل، فلمعت الفكرة في ذهني أن أستمر بالعمل المسرحي مع الأطفال وأقوم بتدريب الباقي وإخضاعهم لكورس مبسّط في فن المسرح والبحث عن المواهب الحقيقية وقد وجدت الكثير.
أعمار متنوعة..
ويتابع حلاق.. الأمر الذي جعلني أمضي في تشكيل فريق من المواهب من صغار ومتوسطي الأعمار ويافعين وأقوم حالياً بكتابة بعض السكيتشات القصيرة وتوزيع أدوارها على تلك المواهب بما يتناسب معهم، وبعد التأكد من أنهم قد حفظو أدوارهم في هذا السكيتش تبدأ البروفات لترسيخ الشخصيات لدى الأطفال مع إجراء بعض التعديلات والرتوش الصغيرة على أدائهم.
التمكن من الأداء..
وينوه حلاق أنه وبجهد شخصي أقوم بتصوير السكيتش وإجراء العمليات الفنية ونشر الفيديو بعد الانتهاء من إخراجه مع الإشارة إلى أنهم ما زالوا يتعلمون. مبيناً أن فن التمثيل والمسرح هو من أصعب الفنون كما هو معروف ولكي تصل هذه المعلومات للأطفال لاسيما و هم في أعمار مختلفة لا بد من تبسيط الدروس والمصطلحات الفنية بما يتناسب مع أعمارهم وهذا الأمر هو في غاية الصعوبة كونهم لا يملكون أي أرضية عن الموضوع سوى الشغف والحب في دخول عالم التمثيل والفن، ولكن الصعوبة تزول عندما أتأكد أنني استطعت إيصال المعلومة بشكلها الصحيح من خلال الاجتهاد والتطور في أدائهم التمثيلي فأكون سعيداً وأنسى صعوبة العمل.
إنجاز العمل..
ويدرب الفنان حلاق عشرات الأطفال وبأعمار متباينة وعن هذا يقول: أنجز عملي بمفردي وأنا سعيد بذلك لأني أرى أمام عيني الحب الكبير لدى الأطفال في هذا النوع من التعلم، وفي بعض الأحيان بما أنني موسيقي أقوم بجلب آلة الأورغ إلى مكان التدريب فنعزف ونغني، وأعتبره فاصلاً ترفيهياً لهم و اعتبره أيضاً نافذة للاطلاع على نوع جديد من الفن وهو العزف والموسيقا والغرض منه الترفيه وصناعة السعادة لهؤلاء الأطفال ليس أكثر.
ويصر حلاق على الاستمرار في تدريب الأطفال كرسالة لتدريبهم على المبادئ الأولى في فن أحبوه فهو يعلمهم أداء الشخصيات بنفسه حتى تصلهم بشكل أسرع ويعلق.. ومع التقدم بالدروس والتدريب أشعر بأنني سأصل لكادر جميل من الأطفال يجيد الأداء التمثيلي بأي شخصية توكل إليه وهدفي أن يكون هؤلاء الأطفال في المستقبل القريب رافداً قوياً للدراما السورية بأعمارهم المختلفة وهم يتعلمون وسينجحون.
اكتشاف الموهبة..
أما عن حلمه يقول حلاق :أحلم أن اكتشف الموهبة المميزة التي تصبح نجماً من نجوم الدراما السورية كي أشعر أنني نجحت وكنت سبباً في اكتشافها… وعن الطموح المعمول والنتائج المترتبة عن الفكرة المجسدة بالواقع يشير حلاق إلى أنه في نهاية الكورس هناك مشروع لتقديم مسرحية للأطفال تعرض في أحد المراكز الثقافية ويكون الممثلون فيها هؤلاء الاطفال الذين أدربهم وبحضور الأهالي الأمر الذي يكون فيه الجميع سعيداً ويكون الأداء في هذه المسرحية هو نتاج التدريب الطويل مع الأطفال بعد أن قدمته بأمانة لهم.
وحول الصعوبات يذكر حلاق بأنها كثيرة من الناحية الفنية والمادية ناهيك عن التعب والجهد المبذول للحصول على مشهد كامل، ولكن بتضافر الجهود وتعاون إدارات الأماكن التي أقوم بالتدريب فيها تذلل العقبات وتزول إلى حد ما.
تبني المشروع..
وعن المرحلة التي وصل إليها التدريب يقول حلاق أقوم حالياً بنشر بعض المشاهد التي صورتها مع الأطفال، وبمختلف الأعمار الذين يمثلون بنجاح إلى جانب متابعة دراستهم، ومن هنا أتمنى أن يجد المشروع والمبادرة شركة إنتاج تساعد في إنجاز عمل تربوي توعوي للأطفال ويكون الأطفال هم الأبطال في هذا العمل..
ويتطرق حلاق إلى الملتقيات الثقافية التي يستعين بها لإكمال تدريباته فيها ومنها مرسم فيروز .