متهم الواجهة.. بريء!

النار متهم تحت الطلب دوماً.. يتكفل بإغلاق الملفات وتسجيل القضية ضده.. ليسود الصمت.
إلا أننا لم نسمع عن رقم يتحدث بشأن “فاتورة” حرائق الحراج والأراضي الزراعية التي تتكرر بشكل مقلق.. فتكاليف تدهور الغابات الطبيعية والصناعية والحراج الأراضي الزراعية المشجرة، تشكل رقماً هائلاً وسيكون صادماً بكل تأكيد فيما لو تصدت جهة ما لمهمة إحصاء الخسائر.. والرقم فيما لو تم إعلانه قد يكون جرس إنذار يوقظ الجميع من غفلتهم، حتى المجتمع الأهلي، ويلفت عنايتهم إلى أن ثروة و”نعمة” حقيقية تزول من حولهم ومن بين أيديهم.
نحن أمام خطر ماثل باستمرار يجب ألا يسمح لنا بالاسترخاء، فالحريق عندما يندلع لا يميز بين أملاك عامة وخاصة.. ونذكر أن العام الماضي كان سكان الأرياف في مناطق الحرائق مهددين ببيوتهم وبساتينهم وماشيتهم، فلا استثناء إذ تعرف شراهة ألسنة اللهب عندما توقد أو تتقد.
الآن حتى لو لم نحصِ الخسائر بدقة، فالخطر مقيم ما دمنا لم نغير آلية الاحتراز والمواجهة، لحماية ثروة تخص كل فرد ومؤسسة رسمية أو أهلية دون استثناء.
بالأمس تم تداول أنباء عن أن مشروع تعديل قانون الحراج الجديد بات في مراحله الأخيرة، ورغم أن تفاصيل المسودة لم تعلن، ويجب أن تعلن ليطلع عليها الجميع وإبداء الآراء، إلا أننا نعتقد أن التشاركية في تعزيز الغطاء النباتي وحماية الغابات والحراج، يجب أن تكون حاضرة في القانون بشكل واضح، وإلا سنبقى ندور في خلقة مفرغة إن اكتفينا بإسناد المهمة لوزارة الزراعة لوحدها، ولبضعة حراس حراجيين في كل منطقة ثبت لأسباب كثيرة أنهم لن يتمكنوا من الإحاطة بمتطلبات الحماية والمراقبة.
في السابق كان ثمة أحاديث رددها كثيراً المعنيون في مديرية الحراج المركزية بوزارة الزراعة، حول إشراك الأهالي و”جوار الحراج” بموضوع حماية هذه الثروة، لكن على الأرض لم يحصل لا التطبيق ولا النتائج المرجوة.
لا نعلم عن الصيغة التي يفكر بها معدو القانون الجديد لزج الأهالي في مهمة الحماية، لكن لا بأس بالتأسيس لخريطة واضحة تتضمن تموضع المناطق الحراجية والغابات، كذلك أسماء المواطنين الذين سيقع عليهم الاختيار للمراقبة والحماية والإبلاغ عن الطوارئ “حرائق أو تعديات من أي نوع”.. وذلك مقابل مبالغ رمزية شهرية لكل مكلف، مثلاً ٢٥ ألف ليرة لكل فرد ممن سيقع عليهم الاختيار، بعد موافقتهم طبعاً، أي سيحصل كل ٤ أو ٥ مراقبين “شعبيين” على راتب شهري لخفير حراجي واحد.. وسنكون أمام توزيع أفقي أوسع انتشاراً.
المهمة يجب أن تقوم بها مديريات الزراعة في المحافظات ودوائرها في المناطق.. يتم تحديد المكلفين وإبرام عقود معهم، والأفضل “بلا شوشرة” كي لا يكون المراقب الجديد محرجاً أمام مجتمعه المحلي، عندما سيقوم بمهمة الإبلاغ عن التعديات.
هي فكرة مطروحة للنقاش.. لعلها تكون مجدية لحماية هذه الثروة المتروكة لرغبات النهش والقضم والقطع.. وغالباً تكون النيران متهم الواجهة.

آخر الأخبار
مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟  بمبادرات أهلية تركيب 60 جهاز إنارة لشوارع دير الزور غرق عبارتين تحملان شاحنات بنهر الفرات الثورة" على محيط جرمانا.. هدوء عام واتصالات تجري لإعادة الأمن العفو الدولية": إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة ويجب محاسبتها   العراق تدعو لتسوية تضمن وحدة سوريا واستقراها 90 ألف غرسة مثمرة والخطة لإنتاج 69 ألف غرسة أخرى في القنيطرة ثانوية جديدة للعلوم الشرعية في طفس تعاون هولندي ومشاريع قادمة لمياه حلب بحث احتياجات حلب الخدمية مع منظمة UNOPS   المخابز تباشر عملها في درعا بعد وصول الطحين خليل لـ "الثورة": ندرس إعادة التأمين الصحي والمفصولين إلى عملهم لجنة لدراسة إعادة المفصولين من عملهم في شركة كهرباء اللاذقية   سرقة طحين ونقص بوزن الخبز أكثر ضبوط ريف دمشق وطرطوس الارتقاء بالتعليم في جبلة نقاش في تربية اللاذقية مياه الشرب" طاقة شمسية وأعمال صيانة وتأهيل للخدمات في الريف