الثورة – تقرير منهل إبراهيم:
في شهر آذار المنصرم أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي متانة العلاقات الصينية الروسية واصفاً إياها بأنها “راسخة كالصخر”، في تصريحات تؤكد موقف بكين الداعم بشدة لموسكو في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا، وذلك لقطع الطريق على تدخل أي طرف في العلاقات بين موسكو وبكين، وها هي اليوم كما أكدت بالأمس تحذر من مخاطر حرب باردة جديدة تهب رياحها من جهة الغرب الذي يثير مواجهة عالمية أشبه بحرب عالمية ثالثة من بوابة الحرب في أوكرانيا.
الصين حذرت مراراً وتكراراً حلف شمال الأطلسي (ناتو) من التذرّع بأوكرانيا لإثارة مواجهة عالمية أو حرب باردة جديدة، وتشدد من خلال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون من مخاطر هذه الحرب وعلى أهمية حماية الاستقرار الاستراتيجي في العالم.
وكالة شينخوا نقلت عن تشانغ قوله أن “الأزمة الأوكرانية وسلسلة من التطورات المتوترة الأخيرة حول العالم تظهر أنه يجب أن نكون يقظين للغاية ضد أي محاولات متعمدة لإثارة المشاكل وتكثيف الانقسام والمواجهة ويجب علينا حماية الاستقرار الاستراتيجي العالمي”، وأضاف “يجب ألا نسمح أبداً بانزلاق العالم إلى حرب باردة جديدة”، والوقائع أثبتت أنه يجب رفض عقلية الحرب الباردة ومواجهة التكتلات بحزم”.
الصين ردت على أقوال الغرب وتمسكه الظاهري بالقوانين الدولية والتي لا تتبعه أفعال مطلقاً على أرض الواقع بل تظل شعارات جوفاء بالنسبة للغرب، ودعت بكين الغرب إلى أن التمسك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة جميع الدول ووحدة وسلامة أراضيها وهذا يتطلب أفعالاً ولا يجب أن يقتصر على مجرد الكلمات.
بكين التي أكدت أنها تحترم دوماً سيادة الدول الأخرى ووحدة وسلامة أراضيها مصممة أيضاً على حماية سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها بحزم، في وجه التدخلات الغربية التي تحرض على ما يسمى (استقلال تايوان)، حيث أكد المتحدث باسم البر الرئيسي الصيني أن محاولات سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي في تايوان للسعي إلى ما يسمى (استقلال تايوان) من خلال التماس دعم القوى الخارجية لن تعرقل طريق الصين نحو إعادة التوحيد.
شينخوا نقلت عن ما شياو المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان بمجلس الدولة قوله إن “ما يسمى التحالف البرلماني الدولي بشأن الصين وهو مجموعة صغيرة تضم عناصر متطرفة مناهضة للصين تحاول القيام بأفعال استفزازية فيما يتعلق بمسألة تايوان”، والبر الرئيسي الصيني فرض عقوبات على بعض أعضاء هذا التحالف المزعوم”.
وتؤكد بكين أن محاولات سلطات (الحزب الديمقراطي التقدمي) للتواطؤ مع مثل هذه المنظمات الخبيثة ليست سوى محاولات هزلية من قوى انفصالية تعتمد على القوى الخارجية المناهضة للصين وفي مقدمتهم أمريكا في السعي إلى ما يسمى (استقلال تايوان).
وبكين شددت مراراً على معارضتها الشديدة لمحاولة دول معينة تشويه مبدأ (الصين الواحدة) واصفة هذه المحاولات بأنها غير قانونية، مؤكدة أنه لا توجد سوى صين واحدة وتايوان جزء منها وحكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها.
وكانت الصين أعلنت وقف التعاون من جانبها مع الولايات المتحدة على صعيد عدد من القضايا الرئيسية، وذلك ردًا على زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، وتعهدت الخارجية الصينية بتعليق المحادثات الخاصة بالتغير المناخي، وبالحوار العسكري، فضلًا عن تعليق التعاون على أصعدة الجريمة والمخدرات، والهجرة غير الشرعية مع الولايات المتحدة.
كما فرضت بكين عقوبات غير محددة على بيلوسي وعائلتها، دون الإفصاح عن طبيعة العقوبات. ووصفت بكين زيارة المسؤولة الأمريكية بأنها “تدخّل في شؤون الصين ومساس بسيادتها”.
وحذرت الخارجية الصينية في مناسبات كثيرة الولايات المتحدة من أنها ستدفع “ثمناً لا يطاق” إذا واصلت السير في “الطريق الخطأ” بشأن قضية تايوان.