الثورة- لميس عودة:
تشكل الألغام خطراً قاتلاً يهدد حياة المدنيين في المناطق التي كان يسيطر عليها النظام البائد من الجغرافيا السورية، وتعوق عودة النازحين بعد التحرير إلى منازلهم وبلداتهم خوفاً من خطر كامن غير واضحة إحداثياته، يترصد خطواتهم ويغتال فرح لعب أطفالهم، زرعه نظام مجرم زنّر أرضهم بالنار وخبأ الموت في متفجرات مخفية تحت ركام البيوت وفي أزقة البلدات، وفي مدارس الأطفال، ومازالت تحصد أرواح السوريين أو تصيبهم شظاياها وتترك آثارها على أجسادهم بتراً لأحد أطرافهم أو إعطاباً لإحدى حواسهم.
“يقتلعون الخطر من جذوره يرفعون عن الناس أثقالاً للخوف ليتركوا خلفهم أرضاً تنبض بالحياة من جديد” أولئك هم رجال فرق الهندسة في وزارة الدفاع كما وصفهم الفيديو الذي نشرته الوزارة بعنوان “من الموت إلى الأمل” ليوثق إنجازاتهم وبطولاتهم.
إذ كبيرة هي المهمة وشاقة ومحفوفة بالمخاطر التي تضطلع بها فرق الهندسة التي تعمل بكل طاقاتها من دون كلل أو ملل في البحث والتقصي ووضع خرائط تحدد أماكن الألغام لإزالة هذا الخطر الداهم الذي يتربص بخطوات السوريين ويعكر صفو فرحهم بالعودة لمناطقهم وقراهم، حاملين على عاتقهم مهام إزالة أي خطر قد يودي بحياة الناس.
في مقطع الفيديو الذي نشرته وزارة الدفاع أوضح أحمد عبد القادر النايف قائد أحد فرق أفواج الهندسة أنه “في كل منطقة كان يتواجد فيها النظام البائد توجد فيها حقول ألغام منتشرة بكثافة متعددة الأنواع مختلفة في الطرقات الزراعية تعوق عودة أهلنا إلى منازلهم” .
وأشار إلى أن فرق الهندسة فككت عشرات الآلاف من الألغام الفردية وفجرت باستخدام كوابح الألغام عشرات الآلاف منها .
العقيد محمود اليوسف قائد إحدى فرق الهندسة أكد بدوره أن إزالة الألغام الأرضية وحماية أرواح المواطنين هو واجب وطني و أمانة كبرى يحملها رجال فرق الهندسة في أعناقهم بإزالة أي أثر يهدد حياة المواطنين، مشدداً على أنه” مثلما كان النظام البائد حريص على قتل أهلنا فإننا حريصون على حياتهم”.
وأردف العقيد اليوسف بالقول:” إننا مستمرون بعملنا بالرغم من كل المخاطر التي قد تهدد حياتنا، لأنه واجب علينا حماية أرواح أهالينا من كل خطر قاتل”.وتطرق مقطع الفيديو الذي نشرته وزارة الدفاع إلى الإنجازات التي حققتها فرق الهندسة بتفكيك وإزالة قرابة 70 ألف لغم وذخيرة منها 35 ألف لغم مضاد للأفراد، و20 ألف و500 لغم مضاد للدبابات و 933 ذخيرة فير متفجرة 14976 عبوة وقذيفة وصواريخ طيران غير منفجرة.
إنجازات فرق الهندسة في تفكيك وإعطاب مفاعيل الألغام الأرضية ترافقت مع تضحيات عظيمة من رجال فرق الهندسة حيث ارتقى 30 شهيداً وأصيب 60 آخرون منهم 12 إصابة بتر، إضافة إلى تدمير 16 آلية ثقيلة. وختم الفيديو توثيقه بذكر أسماء شهداء الفرق الهندسية في وزارة الدفاع الذين ارتقوا أثناء تأدية واجبهم الوطني في إزالة الألغام لتأمين حماية أهلنا وأمنهم.