الثورة – سيرين المصطفى:
في مشهد يعكس إرادة الحياة في ريف إدلب، تواصل فرق الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” أعمالها المكثفة في إزالة وترحيل الأنقاض من بلدات المحافظة، ولا سيما المناطق التي تضررت بشدة جراء الحرب، بهدف إعادة الحياة الطبيعية إلى القرى وتحسين ظروف السكان وتمكين عودة النازحين إلى بيوتهم.
ضمن حملة “بث الأمل لترحيل الألم”، استهدفت فرق الدفاع المدني بلدة تلمنس في ريف معرة النعمان الشرقي، حيث نجحت خلال الأسابيع الماضية في ترحيل كميات كبيرة من الركام لتوفير بيئة أكثر أماناً واستقراراً لسكان البلدة.
يقول ساري الرحمون، عضو اللجنة المجتمعية الخدمية في تلمنس وأحد أبنائها، في تصريح خاص لصحيفة “الثورة”: “منذ انتصار الثورة السورية وسقوط النظام البائد، بدأ كثير من أهالي البلدة بنقل خيامهم من مخيمات الشمال وإقامتها داخل البلدة بين الركام وفوق الأنقاض”.
بحسب الرحمون، تُقدّر كمية الركام في تلمنس بنحو 70 ألف متر مكعب موزعة في أرجاء البلدة، ما أدى إلى إغلاق العديد من الطرق الداخلية وتعطيل حركة التنقل، فضلاً عن انسداد شبكات الصرف الصحي.
لا تقتصر تداعيات الركام على إعاقة الحركة والخدمات، بل تمتد لتشمل انتشار الحشرات السامة والزواحف، وعلى رأسها الأفاعي والعقارب، نظراً لكون الأنقاض بيئة مثالية لتكاثرها، وهو ما أثار حالة من الهلع بين السكان، خصوصاً الأطفال وكبار السن، خشية التعرض لحوادث لدغ قد تخلّف أضراراً جسيمة.
ويضيف الرحمون أن هذه المشاهد تترك أثراً نفسياً سلبياً على الأهالي، إذ تبقى الأنقاض شاهداً على حجم الدمار الذي أصاب منازلهم، فيما تشكل تكاليف إزالتها عبئاً كبيراً يعجز الكثيرون عن تحمله دون دعم.
يشير الرحمون إلى أن فرق الدفاع المدني نفذت مشروعاً لإزالة الأنقاض من تلمنس، أُزيل خلاله نحو 40 ألف متر مكعب من الركام، أي أكثر من نصف الكمية التقديرية، وهو ما ساهم في فتح الطرق المغلقة، وتسهيل حركة التنقل، والحد من انتشار الحشرات السامة، ويؤكد أن هذه المبادرة حظيت بدعم مجتمعي واسع، إذ ساهم أبناء البلدة في إنجاح المشروع بالتعاون مع اللجان البلدية والمجتمعية.
وفي ختام حديثه، شدد الرحمون على أن تلمنس لا تزال بحاجة إلى مشروع مماثل لإزالة ما تبقى من الركام بشكل كامل، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية للبلدة وتوفير بيئة أكثر أماناً واستقراراً لسكانها العائدين.