يتمّ تسويق وتنفيذ التتريك في مناطق الاحتلال التركي في منطقة الجزيرة السورية والشمال على أنّه مساعدة لحرية وخيارات الشعب السوري، وأهم مستلزمات التتريك تأمين مرتزقة لصالح الاحتلال التركي وهو ما تمّ تأمينه، والسؤال: كم هي نسبة المرتزقة مقارنة بأهالي المناطق التي ينتشر فيها الاحتلال التركي؟
كذلك حضّر الاحتلال الأميركي في الجزيرة لإقامة كيان مستقل عن سورية بالتعاون مع انفصاليي (قسد) وبما يؤمّن استمرار سرقته للنفط السوري، وليضمن ذلك احتاج إلى مرتزقة وهو ما أمّنه حيث يرعى مجموعات وضعت نفسها في خدمته، والسؤال أيضاً: كم هي نسبة مرتزقة الاحتلال الأميركي مقارنة بأهالي المنطقة التي ينتشر فيها الاحتلال الأميركي؟
وفي شأن التحضيرات لكيانات مستقلة لا يمكن التغافل عن خصوصية محافظة إدلب، والسؤال هنا: كيف أمكن لمجموعات إرهابية أن تسيطر على مناطق واسعة من محافظة إدلب، وما هي نسبة هؤلاء المرتزقة مقارنة بأهالي إدلب؟
لا توجد حسابات إحصائية دقيقة للواقع الديموغرافي في المناطق السورية المحتلة، لكن على الأقل الأكثر وضوحاً ما يرتبط بميليشيا قسد التي تعرض نفسها وتسوق ذاتها، وفق الوصفة الأميركية من مفهوم عرقي، فهي وفق هذه الوصفة لا تشكل مع حاضنتها الاجتماعية إلا نسبة صغيرة جدا مقارنة بالفسيفساء الاجتماعية للأهالي السوريين في مناطق انتشارها..، ومع وجود نسبة كبيرة من اامكون الوطني الكردي غير المنقادة لطروحات الميليشيا ومخططها الانفصالي، نصل إلى حقيقة أنّ تلك الميليشيا في الجزيرة السورية لا حامل اجتماعي لها، إذا هي قائمة (كمشروع انفصالي) على كتف الاحتلال الأميركي، وتزول بزوال ذلك الاحتلال.
وذات الحالة في مناطق انتشار الاحتلال التركي فالميليشيات التي استقدمها كمرتزقة له أغلب عناصرها من خارج النسيج الاجتماعي للسوريين في تلك المناطق، ولا يخفى على أحد ما هو النسيج الحقيقي في منطقة كعفرين مثلا ومن حلّ ويحل محل أهلها الحقيقيين..، وهذا ما يؤكد أنّه لا حامل اجتماعي لمرتزقة الاحتلال التركي.
وفي التفصيل الخاص بإدلب، المسيطر الفعلي فيها حالياً تنظيم القاعدة ممثلا بجبهة النصرة ، ومن المعروف الأساليب التي ينتشر فيها (إرهابيو القاعدة) وتنظيماتهم لبسط سيطرتهم، ومع وضوح العلاقة بين جبهة النصرة والاحتلالين الأميركي والتركي فإنّ وجودها في تلك المنطقة ورعاية الاحتلال التركي المباشرة لها، تؤدي إلى التسليم بحقيقة أن لا حامل اجتماعي لها، وبالتالي هي تزول بزوال الاحتلال التركي من المنطقة.
أخيرا لا بد من السؤال الأهم: كيف يمكن إزالة الاحتلالين الأميركي والتركي من الجزيرة السورية والمنطقة الشمالية؟
الدولة السورية واضحة في العمل النظري والفعلي لترميم كامل سيادتها، وفهم الظروف السياسية الإقليمية والعالمية لاستثمارها لصالح السيادة السورية، ولكن مع استمرار التعقيدات الدولية وما يمكن أن ينجم عنها من تداعيات على الوضع في المناطق السورية التي ينتشر فيها الاحتلالان الأميركي والتركي، فإنّ التفاؤل كبير بحسن العمل الذي يمكن لأهالي تلك المناطق القيام به، بما يسهل جدا من عمل الدولة السورية، ويجعل من جهودهم النتيجة الأفضل لصالح سيادتهم بعيداً عن أي تعقيدات إقليمية وعالمية، وأمامهم شتى الأساليب والإمكانات للفظ القواعد والنقاط الغير شرعية للاحتلالين وضرب مرتزقة الاحتلالين.
فالانتماء إلى السيادة السورية امتحان ونتيجة وطنية تعني: لن يتسيد مرتزق أو محتل.
ظافر أحمد أحمد