وزير الزراعة: استراتيجية جديدة لإدارة النباتات الطبية والعطرية

 

الثورة ـ وفاء فرج:

انطلقت صباح اليوم فعاليات المؤتمر المتخصص بالنباتات الطبية والعطرية المنعقد تحت عنوان (الاستثمار الأخضر) الذي ينظمه اتحاد الغرف الزراعية في فندق الداماروز بدمشق.
وزير الزراعة المهندس حسان قطنا أكد أهمية المؤتمر كون سورية تزخر بالعديد من هذه النباتات التي يمكن استثمارها بشكل اقتصادي وتنموي وتحقق قيمة مضافة عالية من استثمارها وتوفر فرص عمل كبيرة لسكان الريف، وبالتالي هي نواة تنمية في المناطق الريفية كون هذه المناطق يوجد فيها عدد كبير من الحيازات الزراعية الصغيرة غير المستثمرة ويوجد الكثير من نتائج البحوث الموجودة لدى هيئة البحوث العلمية الزراعية ووزارة التعليم العالي إضافة إلى البحوث الموجودة لدى جهات القطاع الخاص، مبيناً أن الكل مهتم بالنباتات الطبية والعطرية ويوجد منها كميات كبيرة وهناك ما يخطط له ضمن الخطة الإنتاجية الزراعية مثل اليانسون والكمون وحبة البركة وهناك ما هو موجود بشكل طبيعي في الغابات والمراعي و البادية وجميعها قابله للاستثمار ويمكن الاستفادة منها إلا أنه لا يوجد حتى الآن تنظيم بين الحلقات الإنتاجية والتسويقية، وعليه لا يحقق الفلاحون فوائد اقتصادية من بعض المنتجات نتيجة عدم تنظيم الإنتاج والتسويق ضمن حلقات متكاملة، وبالتالي يأتي انعقاد هذا المؤتمر لوضع استراتيجية جديدة لإدارة النباتات الطبية والعطرية وتحليل المشكلات ووضع الحلول وتنظيم هذا القطاع بشكل نستطيع من خلاله تحقيق الغاية من إقامة هذا المؤتمر وتنمية قطاع النباتات الطبية والعطرية بحيث يكون نواة تنمية في المناطق الريفية.
وبخصوص تمويل زراعة هذه النباتات بين الوزير قطنا أنه يوجد جمعيات خاصة واتحاد غرف الزراعة المتبنية إقامة المؤتمر ووزارة الزراعة التي لديها صندوق دعم الإنتاج الزراعي والمصرف الزراعي التعاوني الذي يمول المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر وهناك مشروع التنمية الريفية لدى وزارة الزراعة وقانون تمويل المشاريع الصغيرة الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد العام الماضي، مبيناً أن كل ذلك متاح لدعم هذه المنتجات التي نعول عليها كثيراً في المرحلة القادمة وخاصة أن هناك جهوداً كبيرة تبذلها هيئة المواصفات والمقاييس السورية لتوصيفها وجهوداً كبيرة من الباحثين العلميين الزراعيين لإيجاد البصمة الوراثية لهذه النباتات وهناك جهود من قبل وزارة الزراعة لوضع دلائل لزراعة هذه النباتات وتعميمها إلا أن عملية الربط هي التي تحتاج حالياً إلى دراسة ووضع استراتيجية متكاملة لتمكين المنتجين والمصنعين والمسوقين من الوصول إلى الأسواق العالمية والحصول على القيمة الاقتصادية الحقيقية لهذه المنتجات.

بدوره رئيس اتحاد غرف الزراعة محمد كشتو أكد أهمية الاستفادة من الموارد المتاحة على اختلاف أشكالها واستثمارها بالشكل الأمثل والمستدام للوصول إلى الهدف وهو تحسين الواقع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي، مبيناً أن أهمية النباتات الطبية جاءت من كونها أحد الموارد الكاملة التي تملك العديد من المزايا النسبية الهامة وغير المستثمرة بالشكل الأمثل ولا تتوقف القيمة الاقتصادية للنباتات الطبية كونها محصولاً تصديرياً وتجارياً وإنما هي مشروع تنموي متكامل تفسح المجال لإقامة العديد من النشاطات اقتصادية إنتاجية زراعية صناعية سياحية وطبية ما يساهم بتوفير فرص عمل كبيرة وخاصة أن سورية تمتلك مقومات التوسع في هذا المجال وضمن منهج حواري وتشاركي ستجري فعاليات هذا المؤتمر على شكل جلسات حوارية وكل جلسة متخصصة بعنوان من العناوين الرئيسية للمحاور وهي الإنتاجي والتصنيعي والاستثماري والتشريعي وسيتم خلال المؤتمر حوار العمل لتوليد أكبر عدد من الأفكار للخروج بخارطة طريق ومقترحات عملية قابلة للتطبيق وتترجم بمصفوفة تنفيذية لتطوير الاستثمار في قطاع النباتات الطبية والعطرية في سورية والاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المجال واستخلاص أهم الدروس المستفادة من هذه التجارب العملية لتطبيقها في مواقع أخرى مبيناً أن البحث العلمي أهم الركائز الأساسية للتنمية، وإيماناً منا بذلك تم تخصيص جلسة للبحث العلمي بهدف الاستفادة القصوى من خبرات المؤسسات البحثية ومخرجات البحث العلمي في تطوير الاستثمار بما فيها وضع آلية عملية ضمن إطار قانون لضمان المنفعة للطرفين وتحقيق قيم مضافة لكافة المنتجات وآلية لتحديد العناوين البحثية الجديدة وفقاً لمتطلبات السوق، وانطلاقاً من إشكالات الواقع والعمل على تفعيل دور الشركات في القطاع الخاص بدعم البحث العلمي وتمويله، مؤكداً أن الاتحاد يسعى وبالشراكة مع كافة الجهات المعنية خاص وعام وعلمي لتوحيد الرؤى للوصول إلى استراتيجية وطنية تكون منهج عمل طموح يهدف إلى زيادة الإنتاج وتعزيز سلاسل القيم المضافة وربط الحلقات الإنتاجية والتصنيعية والتسويقية تحت مظلة ضامنة لجميع الأطراف مع مراعاة استدامة الموارد وتحقيق الحد الأقصى من القيم

وإيجاد بيئة تشريعية مناسبة لتعمل كافة الجهات ذات الصلة وفق خطة عمل مدروسة لإقامة مشاريع استثمارية مبنية على أساس علمي وفني دقيق واستثمار الحيازات المهملة وتحويلها إلى مشاريع تنموية أسرية مستدامة.
من جانبه رئيس الاتحاد العام للفلاحين صالح ابراهيم أشار إلى أهمية الاستفادة من التنوع البيئي والمناخي للاستفادة من النباتات الطبية والعطرية كون هذه النباتات تمتلك قيمة اقتصادية عالية، مشيراً إلى ضرورة وضع خطة عمل للاستفادة من المساحات في زراعة هذه النباتات العطرية بشكل علمي وممنهج من الزراعة حتى التصنيع والتسويق بحيث تحقق جدوى اقتصادية من زراعتها للفلاح والقطر مشيراً إلى أهمية الاستفادة من خبرات كافة الجهات في تنفيذ هذه الخطة الزراعية وأن يؤسس هذا المؤتمر إلى مرحلة عملية نستطيع من خلالها تصدير هذه المنتجات والاستفادة من وارداتها.
بدوره رئيس لجنة الزراعة والموارد المائية في مجلس الشعب الدكتور محمد كردوش أشار إلى ضرورة استثمار التنوع البيئي والمناخي الذي ساهم بالتنوع النباتي في ظل عدم الاهتمام بها بشكل جيد، مشيراً إلى أهمية هذا المؤتمر في الاهتمام بالنباتات الطبية والعطرية ووضع أسس حقيقية للاستفادة من هذه الأنواع النباتية وإدخالها حيز الصناعة بما يساعد في تحقيق عائدات وريعية اقتصادية تساعد في تطوير الكثير من الصناعات.
من جهته أمين سر غرفة زراعة دمشق وريفها محمد جنن أوضح أهمية المؤتمر وحضور كافة المعنيين لتسليط الضوء على جانب مهم جداً في الزراعة كقطاع النباتات الطبية والعطرية وضرورة أن يتم العمل على استثماره بالشكل الامثل خاصة أن سورية تمتاز بهذه النباتات ومناخها مناسب لزراعتها والاستفادة من الحيازات الصغيرة لزراعة هذه النباتات في ظل استيراد جزء كبير منها على الرغم من وجودها في سورية، مبيناً أن الهدف من المؤتمر الوصول إلى مخرجات تدعم القرى والمناطق الريفية والحيازات الصغيرة واستثمارها بالنباتات الطبية والتي تعتبر كنزاً أخضر وتحويلها إلى مشاريع استثمارية.
وبين جنن أن عملية تمويل هذه المشاريع يمكن من خلال المصارف لاسيما الزراعي بالتعاون مع الغرف الزراعية في ظل اهتمام جهات كثيرة من نقابات وهيئات خاصة وعامة لتشجيع المزارع لزراعة هذه النباتات ضمن الحيازات الصغيرة وتنظيم ذلك لتسويق منتجاته أو تصنيع هذه المنتجات بشكل مباشر.

رئيس لجنة النحالين بغرفة زراعة دمشق باسم عطار أوضح أن هدف المؤتمر العمل على تطوير إنتاج النباتات الطبية والعطرية ونحن كنحالين يمكن لنا الاستفادة من هذه النباتات بتغذية النحل منها وإعطائنا أنواعاً من الأعسال العطرية الجيدة التي يمكن الاستفادة منها بالتصريف المحلي والخارجي وبالتالي تحقيق زيادة بدخل المزارع.
من جانبه عضو مكتب غرفة زراعة دمشق والصناعي الدكتور محمود الكوري أكد أن المؤتمر نقطة بداية مهمة لتجميع الجهود في هذا القطاع والذي يعتبر ذهباً أخضر فعلياً في بعض البلدان وخاصة الأوروبية حيث امتهنت بعض شركات العطور العالمية إيجاد عطر من الياسمين البلدي الدمشقي والوردة الشامية إضافة إلى مساحيق غذائية ومستخلصات طبية تفيد بتصنيع الأدوية البشرية ومبيدات زراعية آملين أن يحقق هذا المؤتمر خطوة في وضع قيمة مضافة للنباتات العطرية والطبية بدلاً من بيعها بشكل خام.
وأقيم على هامش المؤتمر معرض للنباتات الطبية والعطرية.

آخر الأخبار
عيون ترقب أولويات وضمانات الاستثمار ..هل تكون سوريا القبلة الأولى ؟ بمشاركة 100علامة تجارية.. مهرجان النصر ينطلق غداً في الكسوة    الأطفال أكثر إصابة.... موجة إسهال تجتاح مدينة حلب الامتحانات تطفئ الشبكة .. بين حماية النزاهة و" العقاب الرقمي الجماعي " ! خطر صامت يهدد المحاصيل والماشية.. حملة لمكافحة "الباذنجان البري" بحلب  التحول الرقمي ضرورة لزيادة إنتاجية المؤسسات  الدولار.. انخفاض طفيف وأونصة الذهب تسجل 42.5 مليون ليرة "مياه اللاذقية": ٢٠٠٠ ضبط مخالفة مائية وإنجاز خمسة مشاريع رئيسة سلام: تعاون مباشر مع سوريا لضبط الحدود ومكافحة التهريب مع عودة "سويفت" لسوريا.. هل يتم الوصول للخدمات المالية الدولية بسهولة وشفافية؟ ما وراء إيقاف استيراد السيارات المستعملة؟ قرار ترامب.. باب في سور العقوبات حول دمشق أم هدم له؟ تشغيل وإحداث 43 مخبزاً في حلب منذ التحرير منتدى تقني سوري ـ أردني في دمشق الشهر الجاري   توعية وترفيه للحد من عمل الأطفال بريف القنيطرة إزالة بسطات وأكشاك في جبلة بين أخذ ورد خطوة للأمام أم تراجع في الخدمات؟  السورية للمحروقات تلغي نظام "الدور الإلكتروني" للغاز   معامل الكونسروة بدرعا تشكو ارتفاع تكاليف الإنتاج..  المزارعون: نحن الحلقة الأضعف ونبيع بخسارة   هاجس ارتفاع الأسعار.. يقض مضجع زيادة رواتب مجزية وغير تضخمية سوريا تطوي صفحة العزلة والعقوبات وتنطلق نحو بناء الثقة إقليمياً ودولياً