الملحق الثقافي – فوزي الشنيور:
كنَّا ـ معَاً ـ صديقيـنِ
يضعُ يدَهُ في يديْ
وننظرُ بعينٍ واحدةٍ
من أنحاءٍ صافيةٍ
ولكنْ فجأةً
وجدتُ يديْ فارغةً
لم أعثرْ عليهِ
مضَى باتجاهٍ آخرَ
ومضيتُ في وسَطِ الضوءِ
وعندَما أستريحُ أجلسُ على مقعدٍ
لا أبدِّلُهُ في المرَّةِ القادمةِ
لقد كانَ هذا المقعدُ
من المقاعدِ التي يصْنعُهُ الجالسُ بنفسِهِ
في الأماكنِ والمرافقِ العامَّة
*****
صديقي الذي اختارَ الراكضيْنَ
كنتُ أراهُ
يركضُ معهَمْ
لقد ظنَّ أنـَّـهُ سيأخذُ أكثرَ من حصَّتهِ
ولكنَّ الدنيا لا تعطيهِ إلا ما كانَ لــهُ
حتَّى لو كانتْ مشيْتُهُ سريْعةً جدّاً
ذلك الصديقُ
لم يُدْركْ أنَّ الأرنبَ لا يمكنُهُ
أن يَسْبُقَ السلحفاةَ إلى حصَّتِها التي تنتظرُهَا
من الدُّنيا
*****
لقد قالوا إنَّ صديقي الذي كانَ
يُبدِّلُ مقعدَهُ
عادَ الآنَ
ولكنْ لا يحْملُ معَه إلا السَّرابْ
*****
وأنا أتوكَّأُ على عكَّازتِيْ
توهَّمْتُ أنَّ هناكَ عكَّازةً قادمةً
تشبهُ عكَّازتِيْ تماماً
وضعَ صاحبُها يدَهُ في يديْ
شعرتُ بحرارةِ صديقيَ القديمِ
قلتُ لهُ :
لا تترُكُ يديْ فارِغةً مرَّةً أخْرى
قالَ : لن أكرِّرَهَا
نهضْنَا
ولكنْ لم أستطعْ أنْ أمضيَ
لأنني استيقظْتُ
على جرسِ البيتِ
وهو يَصْرخُ برنَّاتِهِ الْمتواصِلة
العدد 1109 – 30- 8-2022