الفصام التربوي و تخبط الأهل في تلقين الأبناء 

الثورة- حسين صقر:

قضية مهمة في تربية الطفل يغفلها الأهل عن غير قصد، يعلمون مساوئها، ولايعيرونها اهتماماً، إما مداراة لخواطر الغير، أو لظنهم بأن الطفل يوماً ما سيكبر وينسى ماتلقاه، غير مدركين أن كل ما تعلمه ذلك الطفل سوف يرسخ بذاكرته، وينطبع بخياله حتى الكبر.

من باب الغنج والدلال يتدخل ذوو الطفل سواء كان أبوه أو أمه، وأحياناً كثيرة الجد والجدة و حتى الأعمام والعمات، بتربيته، فهذا يدافع وهذا يؤنب، وذاك يعلم والآخر يشتري له الطعام واللباس و مالذ وطاب أو اشتهت نفسه، ويصبح للجميع ” أفضال” عليه ومن حقهم التدخل في تربيته، فإذا نهره أبوه لاموه وربما تشاجروا معه، وإذا قست عليه أمه، يصبح الكل محبون ووحدها التي تكرهه.

المرشدة النفسية والاختصاصية بتربية الأطفال والتغير السلوكي الدكتورة غنى الإدلبي قالت:

إن من أبرز المشكلات المرتبطة بالتربية المزدوجة أو تعدد الآراء بتربية الطفل، هي عدم قدرته على الاعتماد على الوالدين كمثل له في الحياة، خصوصاً أن الأمثلة سوف تصبح كثيرة أمامهم، والطباع والسلوكيات تتباين بين الأشخاص الذين يتدخلون في تلك التربية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى إذا رأى الطفل أو الأطفال أن الوالدين يتصرفان عكس ما يقولانه لهم، وعلى خلاف ما يلقنونهم إياه، وهنا تتخذ الإزدواجية والتعددية مظاهر مختلفة، أولاً في تعدد الأشخاص، وثانياً في النماذج المتعلقة بالتعليم والتلقين، موضحة أن الازدواجية في التربية قد تخلق نوعاً من الازدواجية في شخصية الطفل.

وأشارت الإدلبي أنه أيضاً من الأمور التي تبدو واضحة على الأطفال الذين تلقوا تربية مزدوجة أو أكثر، هو الحزن المستمر وعدم القدرة على الثقة بالآخرين، خصوصاً إن كان الوالدان يعتمدان أسلوبين مختلفين، وأيضاً من يتدخل من الأقارب بشؤونهم سواء إرشاد أم نقد، ففي حين يكون أحد الطرفين قاسياً يكون الآخر ليناً ومتساهلاً، وهذا ما يترك الطفل في حيرة من أمره، وبالتالي يفقد الثقة بمن حوله، لأنه لايعرف أين يسير، حيث هؤلاء جميعهم يشوشون عليه، وكل يطرح رؤيته من الوجهة التي يراها، ومن المكان الذي يقف فيه، وهذا يعتبر من أخطر ما يواجه الطفل في بداية حياته نظراً إلى التناقض في معاملته وفي تعليمه المبادئ والسلوكيات، فيسعى أحد الأبوين إلى عقابه على سلوك معين في حين قد يجازيه الطرف الآخر على نفس الفعل، وقد تتدخل بقية العائلة أيضاً وهو أمر غير مستبعد إلا إذا وضع الأبوان حداً لذلك.

ونوهت الاختصاصية النفسية أن أطفالاً كثر يعيشون على وقع ذاك الاختلاف و تلك الازدواجية، و التي تبنى أيضاً على التعارض بين الآباء والأبناء، كما أن الكثير منهم لا يرون أي حرج في التعبير عن هذه الاختلافات أمام الأبناء ما يعمق الأزمات الأسرية ويؤثر على حياة أفراد العائلة في جميع مراحل حياتها، وهنا يصاب الأبناء بالكثير من المشكلات النفسية التي يصعب تداركها في المستقبل.

وختمت الإدلبي بالقول: الموضوع شائك وكبير ولايمكن إنهاؤه بهذه السطور، لكن تبحث جميع الأسر عن أساليب تربية متوازنة لتنشئة أطفال يتمتعون بالتوازن النفسي، وذلك من أجل القضاء على مايسمى الفصام التربوي ذو الآثار الكارثية، إلا أن أسراً كثيرة تفتقد إلى أساليب متوازنة حيث تعم الاختلافات في تربية الأبناء وتوجيههم، و هو ما يخلق مشكلات لا يمكن حلها وغالباً ما تنتهي بالفراق بين الزوجين أو شقاق العائلة الكبيرة، وهذا بدوره يؤثر سلباً على نفسية الأبناء وينعكس على نجاحهم.

وضربت أمثلة أن هناك من يعتمد في المنزل على القسوة في تربية بناتهما، في حين يحرص آخرون على التعامل باللين والتدليل، كما أن بعضهم لا يتوانى عن التعبير عن رفضها لأسلوب الأب والأم في التربية أمامهما، وفي الكثير من الأحيان تنشب بينهما خلافات ومشادات كلامية أمام الأولاد.

آخر الأخبار
من ركام الحرب إلى مفترق طرق اقتصادي.. هل يعود قلب الصناعة السوري للنبض؟ خبير اقتصادي لـ "الثورة': معرض دمشق الدولي بتوقيت سوريا الجديدة معرض دمشق الدولي .. حدث اقتصادي في ميادين السياسة تعاون سوري ـ تركي لتعزيز الاستثمارات سميح المعايطة: الشرع واقعي في إدارة الملفات الكبرى ويؤمن بمبدأ "سوريا أولاً" نديم قطيش يكشف ملامح رؤية الرئيس الشرع في الملفات الإقليمية والداخلية منظمة سورية أميركية تطالب الكونغرس بإنهاء العقوبات دعماً لحقوق السوريين لقاء يجمع محافظ إدلب ونخبة من المثقفين والأكاديميين لبحث الشأن العام في المحافظة الرئيس الشرع: لا استقواء بسوريا الجديدة ضد حزب الله والعلاقات مع لبنان يجب أن تُبنى من جديد العملة الجديدة في البعد الاجتماعي..د. مصطفى: تأثيرها يطول بنية العلاقات الاجتماعية أنغولا بطلاً لسلة إفريقيا للمرة الـ(12) الدفاع المدني في اللاذقية يسيطر على حرائق عدة بالمحافظة غرفتا الصناعة والتجارة في حلب تبحثان آفاق التعاون وتوحيد الجهود لخدمة الاقتصاد المحلي  د.نهاد حيدر ل"الثورة".. طباعة عملة جديدة يحتاج لإجراءات إصلاحية  ينعش آمال الأهالي ببيئة أنقى.. قرار بوقف "الحرّاقات" في عين العبيد بريف جرابلس  ضبط تعديات على خطوط ضخ المياه بريف القنيطرة الجنوبي تراجع ملحوظ  في إنتاجية العنب بدرعا.. وتقديرات بإنتاج 7 آلاف طن   وزير الاقتصاد يبحث في حلب مع وفد تركي فرص التعاون والتطوير العقاري حلب تستضيف الندوة التعريفية الأولى لمشروع "الكهرباء الطارئ" في سوري الإنسان أولاً.. الصحة تطلق مشاريع نوعية في ذكرى استشهاد محمد أمين حصروني