الثورة – فاتن أحمد دعبول:
استضاف ملتقى البعث للحوار ندوة تضم وفداً من إيطاليا وبلجيكا يحملون معهم عدداً من الأفكار والمشاريع للتعبير عن محبتهم لسورية، وهذه الزيارة تمت ضمن جمعية البندقية – الصداقة الإيطالية العربية.
سورية مثال يحتذى في المقاومة
بداية تحدث رئيس الجمعية باولو كابوتسو عن الجمعية ودورها في تعزيز العلاقات بين سورية وإيطاليا، وما تقوم به جمعية البندقية من أعمال وأفكار ومبادرات لتكون شبكة تواصل بينها وبين بعض الشعوب التي تشبهها في الأهداف والمبادئ.
وقال: هذه الجمعية عمرها 40 عاماً في روما، وهي جمعية غير سياسية وغير ربحية هدفها مد جسور التواصل بين الشعوب، والبندقية مدينة غربية ولدت في الشرق، تميزت بالعلاقات مع سورية من خلال التجار، فأهل البندقية وجدوا منذ 1200 عام في الموانىء السورية، وثمة تشابه كبير في السمات والوجوه بين البلدين.
وبيّن أن الجمعية كانت في سورية في العام الماضي وأبرمت عدداً من مذكرات التفاهم، وقال: “سورية مثال يحتذى في المقاومة، واستطاعت رغم الاعتداءات الكثير والحصار أن تحافظ على هويتها، ومهما حاول الإرهاب تجويع الشعب، فلن يستطيع قتله أو سلبه هويته”.
دعم العلاقات..
وبينت المهندسة فالينتينا بيشيتيللي ممثلة أكاديمية آنجيليكو كوستانتينيا للآداب والفن والعلوم، أن زيارة وفد جمعية البندقية إلى سورية يحمل في طياته مشروعاً يسعى إلى بناء علاقات بين البلدين وخلق جسور للتواصل عبر مشاريع ثقافية.
وأضافت تعنى الجمعية بالآثار والحفريات وثمة مشروع أطلق عليه “صنوبر حلب” لأن أشجار الصنوبر لها جذور قوية ومنتشرة في دول البحر الأبيض المتوسط، وهذا يؤكد من جديد عمق جذورنا المشتركة، والمشروع يشمل “إيطاليا، إسبانيا، كرواتيا، اليونان” وجميع الدول الواقعة على الخط 36، 37، في هذه الدول التي فيها آثار بما فيها سورية الغنية بآثارها، وفكرة المشروع تقوم على تبادل القطع الأثرية بين إيطاليا وتلك الدول، بهدف إيصال رسالة إلى الخارج، أن الشعب السوري قوي بمقاومته.
وهذا المشروع يدعم هويتنا وجذورنا المشتركة، وهذه الآثار ستعرض في متاحف روما، اسبانيا، باريس” وأقمنا اتفاقات مع متاحف هذه الدول لعرض القطع الأثرية، وإقامة فعاليات وندوات ثقافية على جانب المعرض تحكي عن حضارة سورية وصمودها، وهناك قسم أطلق عليه اسم “خالد الأسعد” الذي استشهد على يد الإرهابيين، وهذا المشروع قيد الدراسة وستتم متابعته للموافقة على تنفيذه.
يلغي الاحتكار..
وعرض الكاتب البلجيكي باتريك ديسارت لكتابه “الاقتصاد التعاوني، مجتمع دون رأسمال” وبين أن فكرة الكتاب تدور حول كيفية الخروج من النظام الرأسمالي، وبأن المال واحد من أسباب الفساد، وهو لا يرى في المال نظاماً فعلياً للاقتصاد، بمعنى “الاقتصاد ليس هو المال” لذلك تدور فكرة الكتاب حول تأسيس اقتصاد دون مال.
جسور ثقافية..
وتوقفت د. إيلينورا بيلتي، كاتبة وصاحبة دار النشر”آرجينتو دوراتو” عند مشروعها الذي يتلخص بتبادل القصص المصورة للأطفال وترجمة بعض القصص الإيطالية إلى العربية وبالعكس من العربية إلى الإيطالية، ويمكن أن تكون هذه القصص باللغتين العربية والإيطالية.
وأضافت هذا المشروع يهدف إلى خلق جسر من التواصل بين أطفال إيطاليا وأطفال سورية، وهو كتاب يعتمد على الصور، وسيرافق إصدار هذه الكتب فعاليات متنوعة من تبادل الزيارات ليتعرف أطفال البلدين على حضارة كل منهما.
وختمت بالقول: “لا بد أن نذكر كم من الكبرياء والصمود يحمله الشعب السوري، وهذا التماسك ضد كل ما يحدث معه وضده، شكراً لأنكم قادرون على المقاومة”.
تعاون ثقافي جاد..
وحول مشروعه تحدث زينو بيانكي كاتب وصحفي ومسؤول عن المعلوماتية في دار النشر، يقول بأن الكمبيوتر تلك الوسيلة التي يعمل بها، خلقت جدار فصل الشباب الأوروبي عن التواصل ومعرفة الآخر، ولحسن الحظ أن هذه الوسيلة يمكن استخدامها بطريقة عكسية عن طريق خلق ألعاب لإيصال القيم والمبادئ إلى الأطفال عن طريق اللعب.
وأضاف: هناك تعاون مع بعض الدول مثل إيران والهند، ويسعى إلى تعاون مع متخصصين سوريين في هذا المجال بما يتعلق بأطفال سورية، وثمن عالياً المقاومة الثقافية في سورية وهي بالنسبة له مثال يحتذى.
سورية لم تغادرني يوماً..
وبدورها تحدثت د. سناء الشامي رئيس التعاون الدولي الاقتصادي الثقافي في الجمعية، عن علاقتها بمسقط رأسها سورية التي سكنت في قلبها وروحها، وهي لم تغادرها يوماً وإن كانت بعيدة عنها.
وأضافت: كل ما أقوم به هو من أجل بلدي، وكل ما أتحدث به هو دفاع عن بلدي سورية، واليوم أنا في بلدي وبين أهلي، وسعيدة جداً أن سورية لا بد أن تتعافى بصمود أهلها وعزتهم.
وفي نهاية اللقاء أكدت المداخلات أهمية استرداد الآثار المسروقة من متاحف أوروبا وأمريكا، كما ناقش البعض ضرورة الحفاظ على عقول أطفالنا من التشويه والثقافة الدخيلة.