أموس.. ورمال الخرائط المتحركة

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير علي قاسم:
تغوص فاليري أموس في رمال الشُبهة، وتسترسل في الحديث المُعد مسبقاً والمُعلّب وفق خرائط الرغبة الغربية، وتضيف من خارج النص ما يفيض عن الحاجة، لتستوفي من خلاله حتى التفاصيل المتباينة بين شركاء العدوان،

وتعوّض عليهم ما عجزوا عنه بأكاذيب ساستهم وتقارير استخباراتهم.‏

فما يسهو عنه الأميركي تستدركه أموس، وما يصعب على الفرنسي تستحضره، وما يعجز عنه أو يتحرّج منه البريطاني تتكفل به، وما يغيب عن ذهن الإسرائيلي تحتاط له، حتى باتت صورة افتراضية متكاملة لأدوات العدوان، ولائحة مغلقة بمتطلباته وقائمة مفصلة بجميع الخيارات حين يصلون جميعاً إلى الحائط المسدود.‏

لا تحتاج إلى من يذكِّرها بما هي موكلة به من تحت الطاولة، بعد أن تجاهلت عن سبق الإصرار كل ما يمتّ إلى دورها وميثاق الأمم المتحدة، وهي التي استجمعت كل ما في القاموس الغربي من نفاق ودجل لتسطّره في تقاريرها ومسوداتها المسبقة التي نالت عليها موافقة العواصم الغربية قبل أن تتلوها في قاعات مجلس الأمن أو على منابر الإعلام.‏

وما يبطل في أروقة السياسة وصالونات الفبركة تجد له طريق الظهور، وتضمن عودة الروح إليه حتى لو كانت بقايا نتف من أمنيات غابرة لصبيان السياسة في المنطقة، وهواتها من تشظيات السياسة الاستعمارية، وما يخرج من التداول تعيد تسليط الأضواء عليه، وحتى الأوراق المحترقة تجمع رمادها لتذروه في أعين المجتمع الدولي وأمام ساساته ومنظماته.‏

أموس.. ليست الوحيدة في العالم ولا هي المنفردة دون سواها في المنظمات الأممية التي جيّرت دورها وموقعها ومنبرها للقصف بذراع الغرب والنطق بلسانه والنفاق باسم شعاراته، لكنها الأكثر تجرّداً من سياق دورها والأكثر خروجاً على موقعها والأكثر جوراً على القانون الدولي وعلى ميثاق الأمم المتحدة، حتى باتت جزءاً من سياق المشهد وأداة للقصف وإشعال الجبهات وخوض المعارك المفتعلة.‏

لم تكتفِ أموس بالخروج الفظّ على دورها وموقعها، بل تعمّدت مخالفة موقف الأمم المتحدة ذاته، وهي التي أكدت وصرّحت على لسان الناطق باسمها بغير ما تذهب إليه أموس وبما يخالف ويناقض كل ما تطالب به وما تورده في تقاريرها المكتوبة منها او تلك التي تتسرّب إلى المنابر بشكل متعمّد وعن سابق إصرار!!‏

ندرك أن الأمر ليس مجرد إشباع للرغبة الغربية في إيجاد مطارح ضغط إضافية وربما مخارج مما وصلت إليه، خصوصاً حين يترافق ويتزامن مع التحضير في أروقة الأمم المتحدة لمشروع قرار غربي يوفر الذريعة للعودة إلى المربع الأول والنفخ في قربة التدخل العسكري أو الفصل السابع وما يتيحه من نصوص حمّالة أوجه وقابلة للتفسير المزدوج، بل يتعدى ذلك إلى ما تحمله المسؤولة الأممية من نزوع واضح في تقمّص أدوار شخصية تخرج عن مهمتها وتتجاوز نطاق مسؤوليتها، وهو نزوع ظهر منذ اللحظة الأولى، ويبدو أنه وصل إلى مرحلة التورّم والاستطالة المرضية.‏

تستطيع السيدة أموس أن تواصل كذبها وأن تقدم تقاريرها المعلّبة ولكنها لا تستطيع أن تغيّر في حقيقة أنها لم تعد جديرة بهذا الدور، وهي تدرك ذلك منذ زمن بعيد، لكنه اليوم وصل حدوداً غير مسبوقة وبات من المُلِح على المنظمة الدولية أن تبادر إلى الخطوة الأولى لنزع فتيل ما تشعله أموس بأكاذيبها وفبركاتها، حيث ثبت بالقرائن والأدلة أنها باتت عبئاً ثقيلاً على المنظمة قبل أي شيء آخر وهي تسيء إلى عمل المنظمة ودورها وتهدر آخر ما تبقى لها من مصداقية، ولا مصلحة لأحد في العالم أن تفقد المنظمة تلك المصداقية، وتحديداً في الظرف الدولي الناشئ ومعادلاته القائمة.‏

ويستطيع الغرب عموماً أن يصر على التمسك بأعواد الثقاب ليوغل في إشعال الحرائق من داخل مجلس الأمن لكنه يدرك سلفاً أنه نفخ في رماد متطاير لا طائل منه، وما عجز عنه بأدواته وإرهابييه لن يناله بعدة تقارير مسبقة ومحضّرة وتقوم على صورة افتراضية من البعيد وأغلب إحداثياتها خرائط على رمال متحركة اعتادت أن تبتلع كل من يغوص فيها!!‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
قلعة حلب .. ليلة موعودة تعيد الروح إلى مدينة التاريخ "سيريا بيلد”.  خطوة عملية من خطوات البناء والإعمار قلعة حلب تستعيد ألقها باحتفالية اليوم العالمي للسياحة 240 خريجة من معهد إعداد المدرسين  في حماة افتتاح معرض "بناء سوريا الدولي - سيريا بيلد” سوريا تعود بثقة إلى خارطة السياحة العالمية قاعة محاضرات لمستشفى الزهراء الوطني بحمص 208 ملايين دولار لإدلب، هل تكفي؟.. مدير علاقات الحملة يوضّح تطبيق سوري إلكتروني بمعايير عالمية لوزارة الخارجية السورية  "التربية والتعليم" تطلق النسخة المعدلة من المناهج الدراسية للعام 2025 – 2026 مشاركون في حملة "الوفاء لإدلب": التزام بالمسؤولية المجتمعية وأولوية لإعادة الإعمار معالم  أرواد الأثرية.. حلّة جديدة في يوم السياحة العالمي آلاف خطوط الهاتف في اللاذقية خارج الخدمة متابعة  أعمال تصنيع 5 آلاف مقعد مدرسي في درعا سوريا تشارك في يوم السياحة العالمي في ماليزيا مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر