على هامش قمة تحويل التعليم.. وزير التربية يلتقي الممثل الخاص للسكرتاريا العامة للأمم المتحدة حول العنف ضد الأطفال
الثورة _ اسماعيل جرادات:
استعرض وزير التربية الدكتور دارم طباع خلال لقائه الممثل الخاص للسكرتاريا العامة للأمم المتحدة حول العنف ضد الأطفال نجاة معلا مجيد، ما تقوم به وزارة التربية بالتعاون مع الوزارات المعنية في مجال حماية الأطفال وذلك على هامش قمة تحويل التعليم، مشيراً إلى العمل على تنفيذ حملة وطنية شاملة بالتعاون مع منظمة اليونيسيف تشمل الحد من جميع أشكال العنف الجسدية والنفسية والعقلية، موضحاً أن معظم الأطفال في المدرسة ولدوا أو عاشوا في خضم الحرب التي خاضتها سورية على الإرهاب والتي بدأت عام 2011، لافتاً إلى أن الوزارة تعمل حالياً بالتعاون مع المنظمات الدولية،
ولاسيما منظمة اليونيسيف على الحد من ظاهرة العنف المدرسي منذ أكثر من عام، إضافة إلى التعاون مع الوزارات الحكومية كوزارة (الشؤون الاجتماعية والعمل – الثقافة – الإعلام….) بحملة توعوية غير مباشرة للتخفيف من العنف المدرسي الذي نتج عن هذه الحرب بسبب فقدان بعض القيم وظهور بعض السلوكيات غير المرغوبة في المجتمع، مبيناً أن الوزارة عملت على تحليل ظاهرة العنف المدرسي والمجتمع من خلال دراسة أعدتها دائرة البحوث منذ عامين عبر تقارير قدمها المرشدون النفسيون والاجتماعيون المنتشرون في مدارس سورية جميعها، وعددهم تسعة آلاف، تناولت المشكلات النفسية والجسدية والاجتماعية، وأجرت ورش عمل عديدة في عدد من المدارس، والتقت الأطفال والمعلمين وأولياء الأمور في هذا المجال، فضلاً عن إجراء مسابقة للشباب واليافعين تم خلالها تقديم 175 عملاً إبداعياً اختير منها 36 عملاً شارك أصحابها بالورشة الإبداعية التي نفذت الأسبوع الماضي في دمشق، أثمرت عن تكريم سبعة مشاركين منهم اثنان عن فئة الرسم الإبداعي، واثنان عن فئة الكتابة الإبداعية واثنان عن فئة التصميم الغرافيك، وجائزة عن فئة صناعة المحتوى “فيديو”، وتم ضمن الورشة منح جائزتين لأفضل عملين مشاركين تم تنفيذهما ضمن الورشة.
كما أوضح الوزير طباع أنه سيتم العمل على إطلاق حملة إعلامية للحد من العنف المدرسي في شهر تشرين الأول 2022 بالتنسيق مع منظمة اليونيسيف، مبيناً الآثار السلبية التي خلفتها الحرب على الجيل بكامله وخصوصاً تراجع الواقع الاقتصادي نتيجة الحصار المفروض على سورية وسرقة الموارد الطبيعية من نفط وغذاء، مبيناً أنه تم تضمين المناهج التربوية المهارات الحياتية الضرورية لبناء شخصية الأطفال والطلاب، وأدلة التعلم الاجتماعي الوجداني.
وبينت الممثل الخاص للسكرتاريا العامة للأمم المتحدة الرغبة في دعم جهود وزارة التربية في حماية الأطفال من العنف، والتخفيف من آثار الحرب عبر توفير بيئة تربوية آمنة ومحفزة للدراسة، لافتة إلى العمل على التنسيق مع اليونيسيف وباقي المنظمات الدولية لدعم جهود الوزارة في هذا السياق.
وأكد الوزير طباع أن حماية الأطفال وتأمين التعليم والتربية لهم من أولويات السياسة التربوية في الجمهورية العربية السورية مع التأكيد على حق التعليم لكل طفل سوري أينما كان، مضيفاً أن الوزارة تعمل على إدخال التعلم المعتمد على المبادرات والمشاريع لتعزيز تعلم الجيل مهارات القرن، ومواكبة تطورات الحياة؛ بهدف الانخراط في سوق العمل مستقبلاً ، مشيراً إلى الآثار السلبية للعقوبات الأحادية الجانب، والحصار الجائر الذي يؤدي إلى ضغوط كبيرة على الأسر السورية، ويشجعهم على تسهيل تسريب الأطفال خارج المدرسة لتأمين لقمة العيش وانتشار عمالة الأطفال في بعض الأحيان، مؤكداً أن العلاقة مع المنظمات الدولية جيدة جداً، حيث تقدم الدعم لتأهيل المدارس، وتأمين مستلزمات العملية التعليمية، وبناء قدرات العاملين، ودعم التلاميذ الدارسين بمنهاج الفئة (ب) بمادة المعمول بالتمر وبالقسائم الالكترونية لتحفيزهم على الاستمرار بالدراسة، فيما بينت السيدة مجيد إمكانية الدعم الكامل لمواجهة التحديات التي تعترض تعليم الأطفال في سورية، وإعجابها بما تقوم به الحكومة السورية ممثلة بوزارة التربية في مجال استمرار التعليم والمحافظة على جودته.
حضر اللقاء مدير التخطيط والتعاون الدولي في الوزارة غسان شغري وسيسيليا أنيكاما من المكتب الخاص في الأمم المتحدة.