ديب علي حسن
بِنِقَاشٍ مع أحد المهتمين بالشأن العام، ولاسيما ما ينشرعلى مواقع التواصل، قال لي: وهل تظن أن العدو لا يعرف كل شيء عنا وعنك وعن..؟
أقمار صناعية وتصوير ورصد وغير ذلك… رويت له واقعة جرت معي عام ١٩٨٧ إذ كنت طالب دراسات عليا في التربية، وأرى أن المسؤولين قصروا تجاهي، فهم لا يودعوني على أبواب دمشق حين أسافر… ولا يستقبلوني حين العودة، هو الغرور الذي ..
المهم في الأمر كنت محظوظاً إذ حجزت مقعداً بباص السكانيا «الهوب الهوب» بعد قليل جلس قربي شاب أنيق جداً فارع القامة، ربطة عنق.. صمت مريب.. تحركت نحو النافذة لأتيح له الجلوس وكان حظي على غطاء الدولاب..
من مركز انطلاق العباسيين القديم لم نتحدث أنظر إليه بريبة..قد يكون …أو…
تطامن غروري وانزويت …إلى أن اقتربنا من نبع السن قبل جبلة_ الطريق القديم _ أخرج علبة «برازق» مزق غلافها وأمسك قبضة منها، وقال لي:( كول) بدأ يأكل بطريقة تدل على أنه غير سوي.. وأردف قائلاً: عندما أصل إلى البيت قد لا يتركون لي قرصاً واحداً.. سآكل حصتي الآن.
لا أدري، كيف انزاح عني جبل من الرهبة والوهم وشعرت كم نحن مخبوؤون تحت..
ليته لم يتحدث، لم يفعل.. لكانت رهبته حتى الآن..
لم يقتنع صديقي بما رويته له.
قلت:عندما تذهب إلى التصوير الشعاعي الطبي ومشتقاته ألا يرون كل شيء في داخلك؟.
قال: بلى.. يرون وثمة من يقرأ النتائج.. أضفت: لكن هل يعرفون بما تفكر…؟ هل يصورون ما في قلبك وعقلك من أفكار؟
قال: لا يمكنهم فعل ذلك.
تمام يا صديقي هذه حال الأقمار الصناعية وغيرها يرون ويصورون، لكن هل يعرفون ما في عقلك وتفكيرك.. هل يحللون بنية المجتمع ومشاكله وقضاياه ويعرفون ويعرفون غسيلنا الـ..
لماذا أقدم قراءات مجانية لهم.. لماذا أعطيهم تشخيصاً مجتمعياً مجانياً يصبح أداة تضليل واستلاب.
اليوم، يا صديقي البيانات كما يقول مؤسسو غوغل هي الثروة، لا النفط ولا الغاز…ولنا أيضاً عودة، بالمناسبة هل تعرف بما كنت أفكر وأنا أكتب هذه المادة؟.
إحدى الزميلات توقفت على باب المكتب وسلمت رأتني أمسك المحمول لم تعرف..هل أتصفح هل وهل ..صحيح أي لست بموقع من تتابعه الأقمار الصناعية، ولكن ربما من باب المصادفة التقطت صورة للمبنى وكنت فيه، ولكن هل يعرفون ماذا أكتب بماذا أفكر…؟
باختصاركما قالت العرب: المرء مخبوء تحت لسانه،أو تكلم لأراك.
