الثورة ـ ترجمة ختام أحمد:
تزايدت الإدانة الدولية بسبب قرار إسرائيل الاستيلاء عسكرياً على مدينة غزة، في حين تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين فيما وصفته وسائل الإعلام المحلية بأنه أحد أكبر الاحتجاجات المناهضة للحكومة في الأشهر الأخيرة بعد 22 شهراً من الحرب.
بدت جهود وقف إطلاق النار في طور الانتعاش مع إعلان إسرائيل.. وكان من المتوقع أن يلتقي المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف رئيس الوزراء القطري في إسبانيا يوم السبت لمناقشة مقترح جديد لإنهاء الحرب، وفقاً لمسؤولين مطلعين على المحادثات، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لعدم تخويلهما بالتحدث إلى وسائل الإعلام.تستعد مصر وقطر، الوسيطتان في محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، لإطار جديد لوقف إطلاق النار يشمل إطلاق سراح جميع الأسرى – أحياء وأموات – دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية، بحسب ما صرح به مسؤولان عربيان لوكالة أسوشيتد برس.
قال مسؤولون صحيون إن 20 فلسطينياً كانوا يسعون للحصول على المساعدة قتلوا بالرصاص يوم السبت كما توفي 11 بالغاً لأسباب تتعلق بسوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية، في حين جاءت الانتقادات لإسرائيل مع مناشدات للسماح بوصول المزيد من الغذاء إلى الناس في القطاع المحاصر.. وضغطت عائلات الرهائن على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسط مخاوف جديدة بشأن الرهائن الخمسين المتبقين، حيث يعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة ويصارعون.
وأعربت تسع دول، من بينها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وكندا، في بيان مشترك عن رفضها القاطع لقرار إسرائيل شنّ عملية عسكرية واسعة النطاق، معتبرةً أنها ستُفاقم الوضع الإنساني الكارثي، وتُعرّض حياة الرهائن للخطر، وتُفاقم خطر النزوح الجماعي.
وأكدت الدول أن أي محاولة لضمّ غزة أو الاستيطان فيها تُمثّل انتهاكاً للقانون الدولي.
وفي بيان منفصل، أصدرته أكثر من عشرين دولة، من بينها مصر وقطر، الدولتان الوسيطتان في وقف إطلاق النار، إلى جانب المملكة العربية السعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة، وصفت قرار إسرائيل بأنه “تصعيد خطير وغير مقبول”.
وفي الوقت نفسه، قالت روسيا إن خطة إسرائيل ستؤدي إلى تفاقم “الوضع المأساوي للغاية أصلاً” في غزة.
وقد أفاد مسؤولون في مستشفيي ناصر والعودة أن القوات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 11 شخصاً كانوا يسعون للحصول على مساعدة في جنوب ووسط غزة.. وكان بعضهم ينتظر شاحنات المساعدات، بينما اقترب آخرون من نقاط توزيع المساعدات.
ويتولى الجيش الإسرائيلي تأمين الطرق المؤدية إلى مواقع التوزيع التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، والتي لم تستجب فوراً لطلب التعليق.
وقال شاهدان لوكالة أسوشيتد برس إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على حشود كانت تقترب من موقع توزيع مساعدات إنسانية تابعة لمنظمة GHF سيراً على الأقدام في ممر نتساريم، وهي منطقة عسكرية تقسم غزة.
وقال أحد الشهود، رمضان جابر، إن القناصة والدبابات أطلقوا النار على طالبي الإغاثة، ما أجبرهم على التراجع.
وفي الشمال، قُتل تسعة أشخاص على الأقل وجُرح أكثر من مئتين بنيران إسرائيلية أثناء توافد الناس على معبر زيكيم طلباً للمساعدة، وفقاً لفارس عوض، مدير خدمات الإسعاف والطوارئ التابعة لوزارة الصحة في المنطقة. ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي فوري.
وفي دير البلح، وسط قطاع غزة، هلل بعض طالبي الإغاثة لإنزال المساعدات جواً حيث هرع مئات الأشخاص لجمع ما أمكنهم.. ووصفت منظمات الإغاثة عمليات الإنزال الجوي بأنها مكلفة وغير كافية، وقد تكون خطرة على السكان على الأرض.وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إسقاط ما لا يقل عن 106 طرود مساعدات جوية يوم السبت، وانضمت إيطاليا واليونان إلى هذه الجهود لأول مرة.
وأظهرت لقطات من وزارة الدفاع الإيطالية الطرود وهي تُلقى بالمظلات فوق تضاريس غزة الجافة والمدمرة.
ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى ما يزيد عن 32 درجة مئوية في غزة، قامت الأسر بتهوئة نفسها بقطع من الورق المقوى أو صواني معدنية، ونامت على الأرض خارج خيامها، بينما قامت بعض النساء بجمع المياه قبل الفجر.
وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة أن وفيات البالغين الجديدة الناجمة عن سوء التغذية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية رفعت إجمالي الوفيات إلى 114 حالة منذ أن بدأت إحصاء هذه الوفيات في حزيران.
وأضافت أن 98 طفلاً لقوا حتفهم لأسباب تتعلق بسوء التغذية منذ بدء الحرب بالهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، حيث قتل المسلحون نحو 1200 شخص واختطفوا 251.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مؤتمر صحفي في مصر إن إسرائيل “تجبر الفلسطينيين على حالة من المجاعة الشديدة لدرجة أنهم يتركون أرضهم طواعية”.
لم يُدرج عدد ضحايا الجوع في حصيلة الوزارة، التي بلغت 61,300 قتيل فلسطيني في الحرب.
ولا تُفرّق الوزارة، التابعة لحكومة حماس، والمُزوّدة بكوادر طبية، بين المقاتلين والمدنيين، لكنها تُشير إلى أن حوالي نصف القتلى من النساء والأطفال.
وتُعتبر الأمم المتحدة وخبراء مستقلون هذه الوزارة المصدر الأكثر موثوقيةً فيما يتعلق بضحايا الحرب.
وتشكك إسرائيل في أرقام الوزارة، لكنها لم تقدم أرقامها الخاصة.
المصدر _Associated Press