الثورة – منهل إبراهيم:
لا يصغي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى صوت العقل الخارج من داخل كيانه وخارجه، تجاه وقف الحرب على غزة، بل يواصل ارتكاب حماقته التاريخية هذه المرة في خطته للسيطرة على غزة، بحسب صحيفة بريطانية، وعلى نفس الاتجاه ترى صحيفة ألمانية أن الخطوة التي يجب أن تتخذ بحق نتنياهو هي فرض عقوبات عليه، وإنهاء اتفاقية شراكة إسرائيل مع الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا الصدد علقت صحيفة “تاغس تسيتونغ” (TAZ) الألمانية، على قرار الحكومة الألمانية تعليق تصدير الأسلحة المستخدمة في حرب غزة إلى إسرائيل، وقالت: إن ألمانيا بدأت أخيراً في القيام بشيء ما، لكن هناك حاجة لخطوات إضافية، “فات الأوان، قُتل أكثر من 60 ألف شخص، وشُرد 1.9 مليون شخص داخلياً، وجيل كامل من الأطفال يعانون من صدمات نفسية عميقة، فات الأوان”، تقول الصحيفة، ووفق تحليلها، فإن برلين تشبثت لفترة طويلة جداً بوهم القدرة على التأثير على رئيس الوزراء الإسرائيلي والحفاظ على تقارب كافٍ، وتجنب الإدانات القاسية للغاية، والتعبير عن الدعم الدبلوماسي.
وترى الصحيفة الألمانية أن تقييد توريد الأسلحة يجب أن يكون مجرد بداية، لكن على ألمانيا اتخاذ خطوات إضافية وبذل كل ما في وسعها لوقف خطط الحكومة الإسرائيلية للاحتلال والتهجير، مضيفةً: “لن يكفي قطع توريد الأسلحة”.وتطالب الصحيفة ائتلاف الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي في ألمانيا، دعم إنهاء اتفاقية شراكة إسرائيل مع الاتحاد الأوروبي، وتمهيد الطريق لفرض عقوبات على نتنياهو، وتقول: “يجب أن يتوقف قمع الدولة، بما في ذلك ضرب الشرطة للمتظاهرين الداعمين لفلسطين”.
وتساءلت الصحيفة الألمانية: “حتى لو حدث كل هذا، يبقى السؤال المُرّ مطروحاً: كم من الأرواح كان من الممكن إنقاذها اليوم لو تحركت ألمانيا والاتحاد الأوروبي في وقت أبكر؟ .
أما صحيفة الغارديان البريطانية فعلقت في مقال بعنوان وجهة نظر الغارديان بشأن خطة إسرائيل للسيطرة على غزة: “عمل مدمر يجب وقفه”.
وترى الصحيفة البريطانية أن نتنياهو شرع في عملية تضمن بؤساً جديداً ولن تحل شيئاً على الإطلاق، وتلفت الصحيفة البريطانية، إلى أن استيلاء إسرائيل المُخطط له على غزة سيكون عملاً عبثياً مُدمراً، ولن يحل شيئاً على الإطلاق، ولن يؤدي إلا إلى تراكم مشكلات عسكرية وإنسانية وسياسية جديدة تُضاف إلى تلك التي خُلقت بالفعل.
وتضيف الغارديان: “ستُفاقم (الخطة) كل معاناة إنسانية، لا أن تُخففها، ويجب على حكومات العالم – وعلى رأسها الولايات المتحدة – أن تبذل كل ما في وسعها لوقفها”، وتقول الصحيفة البريطانية: “سيزداد التهديد المحدق بالحياة في غزة، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليين المتبقين الذين أُسروا في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023″، ووفق تحليل الغارديان فإن الخطة تضمن بقاء نتنياهو في السلطة حالياً، لكنها لا تضمن نصراً عسكرياً، وهي تُصعّد القتال مع حماس دون أي سبيل لإنهائه.
وتؤكد الغارديان أن “قرار نتنياهو بوضع معاقبة حماس فوق تحرير الرهائن الإسرائيليين سيُؤلم عائلاتهم ويُعمّق الانقسامات السياسية الداخلية، فالضغط على المجتمع الإسرائيلي شديد بالفعل، والآن سيموت المزيد من الجنود الإسرائيليين أيضاً”، وتشير الصحيفة البريطانية أن رغبة نتنياهو في السيطرة على مدينة غزة تُظهر عدم اكتراثه بتعمق عزلة إسرائيل السياسية طالما يحظى بدعم واشنطن.
وترى الصحيفة أن كل شيء يعود إلى الولايات المتحدة من منظور الواقعية السياسية، ولذلك تطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب إدانة خطة السيطرة ومجاراة الموقف الألماني، وتطالب كذلك بالضغط على حلفاء حماس أيضاً، ووفق الغارديان فإن “نهج نتنياهو ليس خاطئاً فحسب، بل سيزيد الأمور سوءاً، أسوأ بكثير على سكان غزة على المدى القريب بالدرجة الأولى، وأسوأ على الإسرائيليين أيضاً على المدى البعيد”، وتقول: “إن سياسته هي بالضبط نوع من الحماقة التاريخية”.