الثورة – ترجمة هبه علي:
مع سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024، انتهى ما يقرب من 14 عاماً من الحرب في سوريا، رسمياً على الأقل، ومع ذلك، لم يختف العنف من بعض الأماكن السورية منذ ذلك الحين.
وبهدف إنهاء دوامة الانتقام هذه، شكّل الرئيس أحمد الشرع، لجنتين في أبريل/نيسان لمعالجة قضية العدالة الانتقالية بشفافية، وهي عملية محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وضمان المصالحة الوطنية، في بلدٍ يعاني من تدمير بنيته التحتية، واختفاء أكثر من 100 ألف شخص، وهيمنة “الميليشيات” في بعض المناطق، يُصبح التحدي هائلاً.
تقول نوشا كبوات، باحثة سورية تعمل في المركز الدولي للعدالة الانتقالية، وهي منظمة غير حكومية رافقت أكثر من 5000 لاجئ: “التحدي هائل، من بين جميع الدول التي تدخلت فيها منظمتنا في تاريخها، تُسجل سوريا أعلى عدد من الضحايا والانتهاكات”، وتُقر كبوات قائلةً: “علينا أن نراعي توقعات عائلات الضحايا، لأن هذه العملية ستكون طويلة جداً، وستستمر لسنوات، ولن تتمكن بالتأكيد من تحقيق جميع أهدافها”.
ومن المتوقع أن تنشر كلٌّ من الهيئة الوطنية للمفقودين (CND)، والهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية (CNJT)، خلال الأسابيع المقبلة، خارطة طريق ومعايير عملية العدالة الانتقالية في سوريا.
وتقول الناشطة في مؤسسة ائتلاف “مفقودي سوريا الحرة” وفاء مصطفى: “يبذل القائمون على هاتين اللجنتين حالياً جهوداً مشكورة للقاء مختلف جمعيات الضحايا وجعلهم يشعرون بأنهم جزء من العملية”.
وكان رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين عبد الباسط عبد اللطيف أكد بوقت سابق أن العملية لن تسترشد بـ”العدالة الجزائية”، وشدد، إلى جانب كشف الحقيقة، على أهمية تعويض الضحايا.
فاطمة، امرأة تبلغ من العمر 32 عاماً، عانت من شتى صنوف الإساءة في السجن، وقُتل والدها تحت التعذيب، تُؤيد هذا الرأي، لكنها تُشير إلى خط أحمر، “النسيان”، وتقول وهي جالسة في مقهى بدمشق: “يريد البعض أن ينسى الضحايا، لكن النسيان مُستحيل؛ فالجسد لا يستطيع النسيان… نعم، أريد العدالة، لكن من المهم جداً أيضاً الحصول على تعويضات ومساعدة، لأننا يجب أن نواصل حياتنا”.
المصدر: موقع ARA