الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
انطلقت اليوم الفعالية الثقافية في حمص تحت عنوان: “حمص تاريخ يُروى، وثقافة تُبنى” بحضور وزير الثقافة محمد ياسين صالح في المركز الثقافي العربي .
تضمنت الفعالية أبياتاً من الشعر، ومعرضاً للرسم، وعرضاً مسرحياً، وحفلاً موسيقياً تراثياً، ونفحات قرآنية، بحضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي.
وزرع وزير الثقافة بداية الفعالية شجرة أسماها الثقافة في ساحة المركز ، ثم افتتح معرض الرسم الذي تضمن لوحات مرسومة بالألوان الزيتية وبقلم الرصاص، ولوحات للخط العربي والموزاييك والنحاسيات والفخاريات وغيرها.
تخلل الحفل قراءة ما تيسر من آيات القرآن الكريم للقارىء محمد سعيد الجبوري.
وأشار وزير الثقافة خلال الكلمة الافتتاحية إلى ما قدمه الشعب السوري من تضحيات جسام، وحيا مدينة حمص، التي لا تنحني، وشعبها الذي لا يساوم على كرامته، ووصف حمص بأنها “سيدة المدائن” التي حملت الثورة بروحها.
وأضاف الوزير صالح: اليوم نحن في حمص نواصل جولة بدأناها من إدلب، لتشمل كل المحافظات، ضمن خطة الوزارة، لبناء مشهد ثقافي متكامل يجعل من الثقافة جسراً بين القلوب وركيزة لتعزيز الوحدة والانتماء.
وأشاد بكادر مديرية الثقافة الذي أثبت خلال الفترة الماضية، قدرته الاستثنائية، فجعلوا من كل فعالية نافذة أمل، ومن كل نشاط مساحة لقاء، بالإضافة إلى ورشات العمل الثقافية.
كما أشار مدير الثقافة محمود جرمشلي إلى أهمية دور الثقافة، وما عانته حمص من ويلات، فقال: الثقافة لا تموت والمدن الحية تعود، وصوت الكلمة يعلو فوق رباه، وحمص التي عرفت الألم لم تكن يوماً إلا مدينة تمحو عن نفسها رماد الحمم، وتنهض بفكرها وفنها، مؤكداً أن المديرية بتكاتف كادرها لم تغلق أبوابها يوماً، بل كانت في قلب التحدي، تعمل بصمت وتنجز بإصرار، وتصنع من كل ضيق فرصة،
وقال؛ نعلن خلال الحفل انطلاق مرحلة جديدة للعمل الجاد، لنعيد للثقافة دورها في بناء الإنسان، وصياغة وعي المجتمع.
وتم عرض برومو لنشاطات مديرية الثقافة خلال الستة أشهر الأخيرة، فتحدث كل قسم عن دوره وما قدمه وما سيقدمه في القادمات من الأيام، تناول البرومو الرؤية بممارسة مديرية الثقافة دورها كمنصة حضارية داعمة، والرسالة أن تلتزم المديرية بترسيخ القيم الثقافية الأصيلة وتطوير الحراك الفكري والفني من خلال رعاية المبدعين والحفاظ على الموروث الثقافي وإطلاق برامج وأنشطة تسهم في بناء الإنسان المثقف المبدع، القيم والهوية والاعتزاز بالتراث والبناء، ثم الإبداع، أي تحفيز التفكير الحرّ والتجديد، وأخيراً العمل الجماعي يمثل روح الثقافة.
وتناول العرض آلية العمل وتسليط الضوء على نشاطات المكتب الثقافي والخدمات التي تقدمها المكتبة من إعارة للكتب العالميّة والكتب التي تتناول تاريخ وعراقة سوريا، وماقدمه قسم الأطفال من نشاطات ودورات تفاعلية وورشات عمل للأطفال، بالإضافة لاهتمامهم بالأطفال ذوي الإعاقة
وتسليط الضوء على دور المكتب الإعلامي في تغطية النشاطات، وقد بلغ عدد الفعاليات المقامة ٣٦٧ فعالية ثقافية، ووصل عدد رواد الفعاليات نحو ٤٢٩١٠ شخصاً، تضمنت محاضرات ثقافية، وورش عمل، ومعارض فنية، وعروضاً مسرحية وأفلاماً سينمائية.
واختتم الحفل المنشد مالك نور بأغان وهي المرة الثانية التي يغني فيها في مدينة حمص، فغنى “بكتب اسمك يا بلادي، وجنة جنة يا وطنا، وموطني”.. وأخيراً غنى قصيدة “صمنا”من كلمات وزير الثقافة محمد ياسين صالح مع تفاعل لافت للحضور معه.
وتحدثت آلاء الوعر عن مبادرة “فريق الثقافة التطوعي مشكاة”، مشيرة إلى أن الثقافة ليست خياراً بل أسلوب حياة.
وفي ختام الحفل قام مدير الثقافة بتكريم وزير الثقافة محمد ياسين صالح الذي بدوره أهدى حمص أبياتاً شعرية من تأليفه:
هنا حمص العدية يا بلادي هنا أم الحواضر والبوادي
إذا شئت السواد فكل أرضها هنا تسافر في السواد
فينكسر الطغاة على ثراها..
بالإضافة لتكريم عدد من الشخصيات معاون وزير الثقافة سعد النعسان، وعبيدة أرناوؤط.
وفي نهاية الفعالية يتم عرض مسرحي بعنوان “أهدي سلامي” للمخرج سامر إبراهيم أبو ليلى، وهو موجه لأهل غزة الصامدين في وجه الاحتلال الإسرائيلي، ومقتبس عن مجموعة نصوص للكاتب الثائر غسان كنفاني.