الثورة – سهيلة إسماعيل:
ليس على مبدأ تعلم لغة أجنبية خلال أيام محددة، أو على مبدأ تعلم فن من الفنون، بل تشي عتبة عنوان كتاب ستيفان غارنييه الفرنسي “ثلاثون يوماً كي تصبح قطاً”، هنا وكأننا نريد أن نغير جلدتنا ونتحول إلى قط، ذلك الحيوان الأليف الذي يستهوي تربيته الكثيرون، وهو ليس الكتاب الأول لغارنييه، فلديه كتاب آخر بعنوان: “تصرف وفكر مثل القط”.
وطبعاً من المستحيل أن يصبح الإنسان قطاً، لكن الكاتب أراد أن نصبح مثل القطط من خلال اتباع طريقة ممتعة لتبني أسلوب حياة هادئة ومريحة، مستوحاة من سلوك القطط والاستعلام منه لفهم الحياة على نحو أفضل وإعادة التركيز.
يتألّف الكتاب من ثلاثين فصلاً، وكل فصل مصحوب بتمارين عملية، لاكتشاف أسلوب حياة القط وتكيفه، بما في ذلك دقة الملاحظة وتعلم مراقبة العالم بفضول واهتمام مثل القط، والاسترخاء من خلال اكتشاف فن القيلولة والراحة ومنح النفس لحظات من الهدوء والتخلي، أي تقلل التغيير وما هو غير متوقع، مثل قط تكيف مع بيئته، والبساطة التي تتطلب وضع أولويات للأساسيات مثل قط يرضى بالقليل.
باختصار، إن الكتاب عبارة عن دليل عملي ممتع لتعلم العيش بكامل الطاقة والهدوء الموجودين لدى الإنسان.. فإذا كنت ترغب في أن تصبح قطاً، وأن تنفصل عن الشاشات والشبكات وأن تعود إلى أساسيات حياتك، وأن تقودها، وأن تكون القائد الوحيد، فهذا الكتاب لك.
يقول غارنييه في بداية الكتاب: “اتخذ القرار، غداً سأصبح قطاً!” ماذا لو اتفقنا على التشكيك في طبيعتنا البشرية لنتصرف بطريقة أكثر رقة؟ تراقبنا حيواناتنا الأليفة المفضلة ونحن نركض في كل مكان، ونضاعف أنشطتنا باستمرار، لأسباب قد تكون أحياناً عديمة الفائدة، بل ضارة بصحتنا!
“إن ما يميز الكتاب وجود تمارين عملية في نهاية كل فصل، وهي لا تجعل القارئ يمل، إنها طريقة رائعة لمراجعة أساسيات أسلوب حياتنا المستهلكة بوسائل التكنولوجية الحديثة.. بعيداً عن التشبيه، يساعدنا هذا الدفتر العملي على وضع أنفسنا في مكان أصدقائنا القطط، لنفتح أعيننا على طبيعة أنشطتنا البشرية، التي قد تكون سطحية جداً في بعض الأحيان.
لم يكن ستيفان غارنييه هو الوحيد الذي تناول في مؤلفاته الحديث عن القطط، فهناك الكثير من الكتاب تطرقوا إلى موضوع القطط، ومنها على سبيل المثال لا الحصر “القط في ٦٠ قصيدة” لألبين نوفارينو، و”قطة الدالي لاما وقوة المواء” للكاتب ديفيد ميتشي، و”مذكرات قطة محرجة” لسوزي جوفا، و”محادثات مع قطتي” لإدواردو جوريجوري، و”كفى قططاً” ويحتوي على ١٥٣ قانوناً للحد من إزعاج القطط.