الثورة – رويدة سليمان:
ربما يتقبل أحدنا رؤية أطفال يعملون في عطلة الصيف تحت ضغط معيشي قاهر لمساعدة أسرهم في تأمين مستلزمات حياتية، ولكن من غير المنطقي أن يبرر الأهل عمل أولادهم صيفاً بحجة ملء وقت فراغهم، ومن ثم تأتي الحاجة المادية سبباً آخر، والمثير للقلق أكثر تغيب بعض الطلاب عن مقاعد الدراسة وحضورهم على رأس عملهم في مول أو محل نجارة أو مشحم وغيرها من الأعمال المرهقة لسنين عمرهم، وقد تصادفهم يفترشون الأرض لبيع ما تيسر من مواد غذائية أو خرداوات، ومن أجل حصاد مالي وفير يطرقون أبواب المنازل، يعرضون بضاعتهم ويسوقونها ببراءة طفولتهم ومفرادت الشفقة والعطف والإحسان، وأما المشهد الأكثر إيلاماً ووجعاً والذي يفوق منظر هؤلاء الأطفال المظلومين اجتماعياً وأسرياً، تشوه تربوي آخر يتجسد بمجموعة طلاب (شلة) نراهم خلال أوقات الدوام المدرسي في الحدائق أوالحارات يلهون ويعبثون بوقتهم لحين انتهاء الدوام ليعودوا إلى بيوتهم غير مدركين لخطورة تصرفاتهم وما قد ينتج عنها من سلوكيات سيئة قد يدمنون عليها كتعاطي التدخين إبرازاً لرجولتهم أو تحدٍ شبابي أو فشة خلق على حد قولهم أضف إلى ذلك تأخرهم الدراسي وفشلهم.
تصحيح هذا التشوه التربوي ليس مسؤولية المدرسة وحدها ولا الأسرة بل يكون بالتعاون بينهما واللقاءات المستمرة غير المقتصرة على مجلس أولياء أمور سنوي ولا استدعاء إداري لولي الأمر بعد تفاقم مشكلة ما تربوية أو تعليمية.
