الملحق الثقافي-غسان شمه:
ما زلت أذكر أياماً بعيدة حين كانت السينما أشبه بطقس خاص يلتقي في إهابه الكثير من الفنانين والصحفيين والمثقفين والمهتمين، ولا يبارح خيالي مشهد انتظارهم أما باب صالة الكندي، على وجه التحديد، أيام المهرجانات، أو إقامة أسبوع لهذه السينما العالمية أو تلك، ومن أبرزها السينما الإيطالية التي كان لها حضورها الخاص..
وباعتقادي أن الكثير من أبناء ذلك الجيل يذكر الكثير من الأفلام الأجنبية والعربية والهندية التي عرضت لأسابيع طويلة في دور السينما التي كانت منتشرة في دمشق بشكل كبير، حيث وصلت إلى ما يقارب الخمس وعشرين داراً في مرحلة ما، لكن سرعان ما انحسرت واقتصرت، العاملة منها، على عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة..
الناقد الراحل صلاح دهني، في كتابه «السينما السورية – مكاشفات بلا أقنعة» الصادر عام 2011 يشير إلى أن دور السينما في سورية قد تجاوزت المئة في فترة ما، وأن السينما «كانت طقساً فردياً وجماعياً، عائلات بمجملها كانت تتوجه إلى دور السينما لتتزود بما يرضي ويثير ويغني من زاد الفن السابع»..
اليوم نتابع مع مشروع سينمائي خاص هو بيت السينما، وهو مشروع طموح يسعى لاستعادة شيء من ذلك الطقس المفقود، وذلك من خلال تقديم أفلام عالمية من مشارب سينمائية متعددة في رؤيتها الفكرية والبصرية والجمالية لهذا الفن العريق، إضافة لبعض الأفلام السورية القصيرة، بإشراف فراس محمد ونضال رامي اللذين يديران نقاشاً حول الفيلم بعد نهاية عرضه كطقس له خصوصيته وجماليته.. وقد تابعنا أفلاماً مميزة كفيلم ستموت في العشرين» من السودان، والفيلم الإيراني «بطل»، ومؤخراً استعادة جميلة لفيلم «أضواء المدينة» لشارلي شابلن وغيره..وفي العموم بيت السينما تجربة لها حضورها اليوم..
العدد 1114 – 4- 10-2022