الملحق الثقافي- ديب علي حسن :
إذا كان أينشتاين يقول: المعرفة محدودة بينما الخيال يطوف العالم فإن هذا يعني أن الفن أي فن هو الفضاء الذي لا حدود له وهو السكينة التي نلوذ بها حين تضيق مساحات الحياة وتحبطنا..
وما أكثر ما يحدث ذلك ..الفن ضرورة كما كتب أرنست فيشر، وهو بالوقت نفسه علاج من أمراض المجتمع للقاريء والمبدع معاً..
ألم نقرأ الكثير من هواجس وأمراض المبدعين الذين عالجوها بالإبداع يروى أن نيتشة كان يهذي مضطرباً..إلى أن كتب آلام فرتر فكان الشفاء من العلل النفسية.
وهذا ما ينطبق على فان كوخ ..وفي الأدب العربي الكثير من الشواهد على ذلك من الجاحظ إلى أبي تمام والفراهيدي وفي العصر الحديث شوقي ونجيب محفوظ وحنا مينة..
إنه العلاج بالفن بالإبداع بغض النظر عن نوعه فهذا يريحه الشعر وذاك الموسيقا وآخر الرسم ..
والمحصلة أن العالم دون الفن قبيح لا معنى ولا جمال له.
فضاء الروح والجسد ولم يعد مجرد ضرورة بل هو الحياة بمعناها الواسع.
في ملفنا نحاول أن نقارب هذه الضرورات ونذكر أن الإبداع مقياس حقيقي للرقي والتحضر والإنسانية..
بهذا المعنى يمكن القول إن الإنسان وحده الكائن الجمالي تذوقاً وصناعة له ..فما أحوجنا إليه اليوم في غابات التيه.
العدد 1114 – 4- 10-2022