السعار الأميركي وفائض الهزيمة

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم:
تستعجل أميركا في الكشف عن أوراقها على وقع هزائم مرتزقتها التي ترتسم في الميدان كما تجسدإفلاس وكلائها في السياسة، وعلى رتم استعجالها ترمي بتلك الأوراق ذات اليمين وذات الشمال، بعضها له وظائف والجزء الأكبر يضيع وسط هذا الازدحام في الأوراق المتداولة على الطاولة ومن تحتها، ليستدرج مشهداً يصل الخلط فيه إلى حد الالتباس في فهم الدوافع الأميركية من الزوابع التي تثيرها.

من رفع مستوى تمثيل مرتزقتها مروراً بالتسريبات المتتالية عن الخطط العسكرية لتنفيذ عدوان بالتزامن مع منعطفات سياسية فارقة بعد أن تغرق آخر مراكب الإرهاب لديها، وصولاً إلى الأسلحة الأميركية التي استقرت على أكتاف النصرة وتنظيم القاعدة، مروراً بالتناغم في التوصيفات بين أطراف العدوان، وتكاد تكون الاسطوانة ذاتها مع بعض الإضافات التفصيلية هنا وتجاهل بعضها الآخر هناك، وما تتستر عليه تصريحات الخارجية الأميركية تفضحه المعلومات المتداولة في صحافتها، وما يسهو عنه حلفاؤها الغربيون تتصدى له الأدوات الممولة للإرهاب بشرح مسهب ومطول.‏

ليس من الصعب فهم ما تذهب إليه المحاولات الأميركية اليائسة، ولا الغاية من التسريبات، وليس من العسير فك رموز الرسائل الأميركية المشفّرة باتجاهات مختلفة وعلى كل ساحات المواجهة الإقليمية والدولية، لكنها في الوقت ذاته تدرك مسبقاً أن تلك الرسائل جاءت في التوقيت الخاطئ وإلى العنوان الخطأ، والأهم أنها لا تحمل إضافة نوعية ولا قيمة مضافة على رسائلها السابقة، بقدر ما ترسخ القناعة المطلقة بأن ما يجري تداوله ليس خيارات إفلاس فحسب، بل مؤشرات عجز تحمل مخاطر الانزلاق في عبثية المحاولة والاستماتة خلف وعود وتمنيات لا طائل منها.‏

فالإرهاب حين يرتدي القفاز الدبلوماسي لا يغير في صورته ولا في مضمونه، والمرتزقة حين يتلطون بغربال الاعتدال لن تعدل ربطة العنق في موقعهم ولن تخرجهم من القاع الذي يرزحون فيه، والتلويح بالخيار العسكري واستحضار لغة العدوان لن يكون لهما وقع يختلف عن وقع العدوان القائم على قدم وساق، وبكل الأشكال والاتجاهات ومن مختلف صنوف العربدة وعلى كل الجبهات المفتوحة أمام الإرهاب.‏

والحال ذاته ينسحب على الجبهات السياسية المشتعلة، حيث زيادة التسخين والتصعيد لن تحول دون الاستمرار في الخطوات التي أقدمت وتقدم عليها سورية بوحي من مصالحها ومصالح السوريين، وانطلاقاً من قرارهم السيادي الواضح والصريح، فيما الدفع بمزيد من أدوات القتل والتدمير والتخريب ليس جديداً، ولا هو من خارج سياق السياسة الأميركية المعتمدة رسمياً في تغذية الإرهاب سواء كان مباشراً أم عبر وكلائها الإقليميين الذين مدوا جسور التواصل مع الإرهاب وأغدقوا في الدروب الموصلة إليه.‏

فإذا كان العجز أوصل أميركا إلى الدرك الذي يملي عليها العودة إلى الأوراق القديمة والبحث عن نتفها التالفة، فإن الإفلاس السياسي والإعلامي والميداني قد يأخذها إلى ما هو أبعد من ذلك السعار، بدليل أن الأسلحة الأميركية التي باتت على كتف النصرة ومشتقاتها وأخواتها من التنظيمات الإرهابية، ليست مجرد عبث سياسي، ولا هي فقط لجوءاً مؤقتاً إلى تصعيد في الجبهات المشتعلة.. بقدر ما تحاكي مغامرة غير مسبوقة في تغذية الإرهاب وتوريد ما يحتاجه في لحظة يدرك الجميع انسداد الأفق أمامه وإغلاق دروب تفشيه على الأرض السورية.‏

لم يكن أحد يرغب في أن تكون أميركا في الكفة ذاتها التي فيها القاعدة بمشتقاتها المختلفة، ولا أن تضع نفسها في الميزان ذاته، ولا أن تكون طرفاً إلى جانب وكلاء الإرهاب ومتعهديه في مواجهة العالم، ولا أن تُلبس المرتزقة وأجراء المال ياقة الدبلوماسية، لكنها اللعبة الخطرة التي تتكشف فيها الأوراق، ويصبح فيها فائض الهزيمة أكبر من قدرة مساحة السياسة على استيعابه.‏

وحين تتكشف الأوراق لا مكان للأمنيات، بل وقائع تسطر وجودها في السياسة وفي الدبلوماسية كما هي في الميدان، سلاحهم الإرهاب وسلاحنا الإرادة في مواجهته واجتثاثه حيثما حل وبأي وجه كان أو أنموذج صُدِّر إلينا، أدواتهم التخريب والتدمير والقتل والتصعيد وإشعال الجبهات، ووسائلنا الصمود والتمسك بقرارنا المستقل وسيادتنا.‏

في المواجهات المفتوحة لا تحسب المعارك بعدد جولاتها ولا جبهاتها بقدر ما تحاكي عِبَرَ التاريخ ودروسه، التي لم يسجل محتل ولا عدو يوماً انتصاره النهائي فيها، لكنه سجل في الكثير من دفاتره كم مرة انتصرت إرادة المقاومة وكم مرة هزم فيها الاحتلال والعدوان، وقد سطر السوريون على مدى الأعوام الفائتة ما يكفي ليضيف التاريخ إلى دفاتره إرادة تنتصر وصموداً يتواصل، وخطوات واثقة تعزز قرارهم المستقل ويصون سيادتهم.‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة