الخلافات الزوجية بداية انهيار الأسرة والأطفال أول الضحايا

الثورة – فردوس دياب:

يتأثر الأبناء على اختلاف أعمارهم، سواء الرضع الذين لا تتجاوز أعمارهم ستة أشهر، أو كانوا بالغين في سن المراهقة، بالخلافات الزوجية التي تنشأ بين الأب والأم والتي قد تكون على شكل صراخ وإهانات وشتائم أو قد تتحول إلى ضرب واعتداء وعنف مفرط.
فالمشاحنات و المشاجرات اليومية والمستمرة بين الآباء والأمهات تحدث شعورا بعدم الأمان والاستقرار لدى الأبناء، وقد تكون مقدمة لانهيار الأسرة حيث الأبناء يتخوفون دائما من خسارة أحد الوالدين نتيجة الخلافات التي تؤدي إلى الانفصال في كثير من الأحيان، ،وهو ما يفقدهم المصدر الأساسي للأمان والشعور بالحياة الطبيعية.
مخاطر نفسية …
عن آثار وإرهاصات الخلافات الزوجية على الأبناء بشكل عام وعلى الأطفال بشكل خاص، التقينا الأستاذة الدكتورة منى كشيك رئيسة قسم أصول التربية في كلية التربية بجامعة دمشق والتي شرحت لنا نتائج وتأثيرات هذه الظاهرة على أبنائنا.
الدكتورة كشيك بدأت حديثها بالقول: إن الخلافات الحادة بين الزوجين تؤدي إلى تعرض الأبناء، لاسيما الصغار منهم للعديد من المخاطر على الصعيد النفسي والتحصيل الدراسي والاجتماعي والسلوكي ، ذلك أن المناخ الأسري المتوتر يجعل الطفل قلقاً وخائفا وعرضة للحالات النفسية السيئة ومنها الاكتئاب، كما أن الخلافات الزوجية تؤثر على مراحل النمو والتطور الطبيعي والصحيح وتؤدي إلى ضعف التحصيل الدراسي وصعوبة في الانتباه والمواظبة على الدروس، وتجعل الطفل أكثر عدوانية مع الآخرين.

الشعور بالوحدة
وبينت كشيك أن من أكبر الآثار النفسية الناتجة عن الخلافات بين الأب والأم هو إصابة الطفل بحالة نفسية صعبة ونوبات من القلق النفسي والعصبي التي قد تصل إلى الدخول في حالات اكتئاب ما يجعله يميل الى العزلة والوحدة والشعور بالخجل الشديد والابتعاد عن الآخرين وعدم التواصل مع الأصدقاء أو تكوين علاقات اجتماعية مضطربة متوترة.
وعن الآثار السلوكية التي تظهر على الطفل الذي يتشاجر والداه أمامه وبشكل مستمر،أوضحت كشيك أن ذلك يتجسد من خلال قضم أظافره أو شد شعره وانفعاله وغضبه الدائم والسريع ودخوله في نوبات من الخوف والهلع ناهيك عن الإصابة بالتبول اللاإرادي، إضافة إلى اضطرابات تناول الطعام ، إذ يصاب بفقدان الشهية تجاه الطعام.

الهروب من الواقع
أما على الصعيد الدراسي، فقد أشارت الدكتورة كشيك إلى أن هناك علاقة بين التحصيل الدراسي و نفسية الطفل و الخلافات الزوجية حيث أنه كلما كان دماغ الطفل نشيطاً ونفسيته مرتاحة و خالية من المشاكل النفسية، ازداد تحصيله الدراسي وللأسف العكس.
حيث تصبح الدراسة بالنسبة له أمرا غير مرغوب فيه ،فيكثر من تغيبه عن المدرسة ويحاول البقاء خارج المنزل أكبر وقت ممكن، ما يؤدي الى تراجعه دراسياً.
بالإضافة إلى ذلك بينت كشيك أن الطفل الذي يؤدي واجباته وسط أجواء ومناخ مشحون بالمشاكل والتوتر والصراخ يتشتت انتباهه ويفقد القدرة على التركيز ويتراجع استيعابه في الدراسة وقد يترك المدرسة ويصبح أكثر عرضة لكل الأمراض المجتمعية.

الحوار والاحترام…
وعن الطريقة أو الوسيلة التي نحمي بها أبناءنا من تداعيات المشاكل الأسرية بين الوالدين،قالت الدكتورة كشيك إن ذلك يكون ببساطة من خلال مناقشة أو حل تلك المشاكل الزوجية بعيدا عن مرأى ومسمع الأطفال، وأن تسود لغة الاحترام والنقاش و الحوار بين الأم والأب بعيداً عن العصبية والصراخ والشتم والعنف المتبادل الذي يحفر عميقاً في سلوك ونفسية وذاكرة الطفل لجهة النتائج السلبية التي يتركها.
وختمت الدكتورة كشيك حديثها بالقول إن الحياة الأسرية التي تسودها الفوضى والقلق وعدم الانتظام والمشاكل يفقد الطفل فيها كل شيء له معنى في الحياة ويصبح بالنسبة له بلا قيمة.

آخر الأخبار
قطرة دم.. شريان حياة  الدفاع المدني يجسد أسمى معاني الإنسانية  وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً