عن قناعة

نجحت الحكومة بشكل منقطع النظير في نقل خبرتها في الإدارة إلى كل منزل في سورية، ولم يعد مصطلح إدارة النقص حكرا على الحكومة، فكل أسرة بدأت بإدارة شؤونها بنفس الطريقة الحكومية، حيث بدأ الجميع بالتخلي عن الكماليات بالتدريج إلى أن انتهت قائمة الكماليات لتنتقل بعدها إلى مفاضلة الأولويات حتى وصل المواطن إلى نفس معادلة الحكومة “إذا كان الأمر بين القمح والمحروقات ،فبالتأكيد القمح أولا “.
نقل مشروع إدارة النقص من الحكومة إلى المواطن جاء عن قناعة من المواطن وساهم بقبول طروحات الحكومة وسياساتها في إدارة الموارد حتى وصل هذا المواطن الى قناعة “أنه كما يتوجع فإن الحكومة تتوجع ايضا” لدرجة أن هناك أشخاصا أصبحوا أكثر قدرة من الحكومة  على تبرير  العجز.
المواطن أصبح مؤمنا بالبرامج الحكومية عن قناعة وبات يطبقها بتقشف أكثر من الحكومة لأنه أكثر جرأة في الجور على نفسه من جور الحكومة عليه، الا أن هناك أمرا بسيطا يشغله ولم يستطع التقاطه من الحكومة رغم استيعابه المطلق لموضوع إدارة النقص، وهو كيف تقوم  حكومة تفاضل بين ضرورات لا يمكن الفصل بينها بالحديث عن  مشاريع وبرامج لا نملك مقوماتها ولا بناها التحتية مثل التحول الرقمي الى تحول التعليم الى الربط الإلكتروني واعتماد أعلى المعايير العالمية في كل الخطط والشروط التي تضعها عند طلب احتياجاتها، وكأننا نعيش استقرارا ووفرة  ولدينا أحدث التجهيزات والبرامج ، وأن شبكة الاتصالات متوفرة وبخدمات ذات تصنيف عال.
الجميع يدرك أثر الحرب والدمار والعقوبات والحصار وكل الآثار الناجمة عن ذلك ، وبنفس الإدراك يسأل الجميع عن قرارات نافرة تصدر عن الحكومة ويتم إلغاؤها  بعد أيام تحت ضغط الرأي العام لعدم انسجامها مع الواقع والمنطق، وأتوقع أن لا يكون آخرها موضوع تغيير التوقيت غير المفهوم وغير المنسجم مع ظروفنا، وإذا كان الأمر مرتبطا بموضوع الطاقة اساسا الذي على أساسه يتم تحديد ساعات العمل والدراسة والنقل، فإن إرباكا كبيرا سيصيب الناس الذين سيستيقظون ويخرجون من البيوت على ظلام  دامس  دفعة واحدة لن تستطيع كل وسائل النقل استيعابها.
الحكومة نجحت في نقل برنامج إدارة النقص إلى المواطن، ويبقى الرهان على قدرة الحكومة في إقناع المواطن على الاستمرار  بتمويلها  ودعمها.

آخر الأخبار
تعاون بين السياحة والطيران لتطوير برامج التدريب الوطني المعهد التقاني للصناعات التطبيقية بحمص يستقبل ضعفي طاقته الاستيعابية لاستخدامها السلطة الفاسدة.. الأوقاف تفسخ العقد المبرم مع شركة موبيلينك معدات حديثة للمكتبة الظاهرية والمدرسة العادلية اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تعقد جلسة موسعة في الصنمين "الطوارئ وادارة الكوارث": انفجار الألغام أثناء الحرائق سبب لاتساعها روسيا نحو استراتيجية جديدة في سوريا بعد عشر سنوات من التدخل   "خطة ترامب".. هل هي لإنهاء للحرب أم لاحتلال غزة؟ "من الموت إلى الأمل"..  توثيق إنجازات فرق إزالة الألغام وتضحياتهم   جامعة اللاذقية تنهي استعداداتها لبدء التسجيل بالمفاضلة العامة غداً تحديث أسطول وآليات مكتب دفن الموتى في محافظة دمشق لجنة لدراسة تعديل قانون التأمينات الاجتماعية عصمت العبسي: انتصار الشعب السوري ثمرة نضال شعبي وليس منّة من أحد تلمنس تستعيد أنفاسها بعد إزالة نصف أنقاضها بجهود الخوذ البيضاء مكتب لرعاية شؤون جرحى الثورة في درعا سراقب.. عودة الحياة المدرسية بعد التحرير و دعم العملية التعليمية وصول 50 حالة تسمم إلى مستشفى نوى الوطني.. و وحدة المياه تنفي الثلوث  امتحانات السويداء.. حلول على طاولة "التعليم العالي" إجراءات صارمة ضد الجهات غير المرخصة في السوق المالية دمشق .. حيث يصبح ركن السيارة تحدياً.. مواقف مشغولة وقلق متواصل