على خلفية العمل الإرهابي الذي نفذته القوات الأوكرانية باستهدف جسر القرم، ترجح المعطيات أن يشكل هذا الهجوم انعطافة كبيرة في مسار الحرب بأوكرانيا، حيث تحول نظامها النازي من أداة سياسية إلى أداة عسكرية، ليبقى المستفيد الأكبر هو الولايات المتحدة والغرب الجماعي.
روسيا ردت سريعاً على العمل الإرهابي بضربات مكثفة استهدفت مواقع قيادة عسكرية وأنظمة الاتصالات والطاقة في أوكرانيا، الأمر الذي اتخذت منه الدول الأوروبية ذريعة جديدة لمواصلة مد كييف بالأسلحة والعتاد، والتلويح بعقوبات إضافية ضد روسيا.
وزارة الدفاع الروسية أعلنت في هذا السياق أن قواتها حققت الأهداف التي حددت لضرباتها المكثفة في أوكرانيا اليوم الاثنين، مؤكدة إصابة كل المواقع المستهدفة.
وقالت الوزارة في بيان لها: «اليوم وجهت القوات الروسية ضربة مكثفة بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى لمواقع القيادة العسكرية وأنظمة الاتصالات والطاقة في أوكرانيا. وتم تحقيق هدف الضربة حيث أصيبت كل المواقع التي حددت كأهداف».
المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أكد من جانبه أن الضربات على أوكرانيا تعد جزءاً من العملية الخاصة، مشيراً إلى أن النقاط الرئيسية للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا لا يمكن تنفيذها دون إبلاغ القائد الأعلى للقوات المسلحة لروسيا.
وأشار بيسكوف إلى أنه لم يتم اتخاذ أي قرارات في الوقت الحالي لتغيير وضع العملية العسكرية الخاصة إلى عملية لمكافحة الإرهاب. كما أكد أنه لم يتم اتخاذ قرار بإدخال الأحكام العرفية في مناطق معينة من روسيا بعد الضربات على أوكرانيا.
وفي بروكسل قال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إنه يشعر بصدمة من الهجمات على كييف ومدن أخرى، مضيفاً أن أوكرانيا ستتلقى قريباً دعماً عسكرياً إضافياً من الاتحاد الأوروبي.
كما لم يستبعد المتحدث باسم إدارة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بيتر ستانو توسيعاً إضافياً للعقوبات ضد روسيا.
إلا أن ستانو، في الوقت نفسه، صرح بأنه «لا يوجد شيء يمكن الإعلان عنه في الوقت الحالي»، وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي «يوفر أسلحة للقوات المسلحة الأوكرانية، حتى يتمكنوا من الدفاع عن بلادهم حسب تعبيره.
وأشار ستانو إلى أن العقوبات الجديدة قد تهدد بيلاروس أيضا، موضحاً أنه «بالنسبة لأي إجراءات تتخذها بيلاروس للمشاركة بشكل أكبر في العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، فإن ذلك لن يمر دون رد، وستقابل تلك الخطوة بإجراءات تقييدية جديدة».
بدوره أكد الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، لوزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، أن حلفه سيواصل دعم كييف «طالما كان ذلك ضروريا». فيما توعدت وزيرة دفاع ألمانيا كريستينا لامبريخت بإرسال أول منظومات دفاع جوي متوسطة المدى من طراز IRIS-T إلى أوكرانيا في أقرب وقت ممكن.
وكانت عدة انفجارات قد هزت اليوم كييف، كما تعرضت مناطق خاركوف وأوديسا ودنيبروبتروفسك ولفوف وإيفانو فرانكوفسك وترنوبل وخميلنيتسكي وكونوتوب وريفني وبولتافا لهجمات صاروخية.
