الثورة – ترجمة غادة سلامة:
لقد أمضينا الأسبوع الماضي نقرأ ونستمع إلى خطابات قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومحاولة بعض الدول إدانة روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.
لكن ما لم يتم الإبلاغ عنه في الولايات المتحدة الأميركية هو أن قادة 66 دولة، معظمهم من جنوب الكرة الأرضية، استخدموا أيضاً خطاباتهم في الجمعية العامة لصالح روسيا، وطالبوا بالوصول إلى حل سلمي وآمن من خلال المفاوضات السلمية والتوقف عن استفزاز روسيا في أوكرانيا، قمنا بتجميع مقتطفات من خطابات جميع البلدان البالغ عددها 66 دولة لإظهار مدى اتساع وعمق نداءاتهم ونسلط الضوء على عدد قليل منها هنا.
ردد القادة الأفارقة أحد المتحدثين الأوائل، ماكي سال، رئيس السنغال، الذي تحدث أيضاً بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي عندما قال: “ندعو إلى وقف التصعيد في أوكرانيا، إضافة إلى حل تفاوضي، لتجنب المخاطر الكارثية لصراع عالمي محتمل”.
تشكل الدول الـ 66 التي دعت إلى السلام في أوكرانيا أكثر من ثلث دول العالم، وتمثل معظم سكان الأرض، بما في ذلك الهند والصين وإندونيسيا وبنغلاديش والبرازيل والمكسيك.
بينما رفضت دول الناتو والاتحاد الأوروبي مفاوضات السلام، وقوضها قادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بقوة، انضمت خمس دول أوروبية – المجر ومالطا والبرتغال وسان مارينو والفاتيكان – إلى دعوات السلام في الجمعية العامة.
تضم مجموعة السلام أيضاً العديد من الدول الصغيرة التي لديها أكثر ما تخسره من فشل نظام الأمم المتحدة، والتي ستكسب أكثر من خلال تعزيز وإنقاذ هذه المنظمة الأممية.
وأعرب قادة دول الجنوب عن أسفهم لانهيار نظام الأمم المتحدة، طوال عقود من السيطرة عليها من قبل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها. رئيس تيمور الشرقية خوسيه راموس هورتا تحدى بشكل مباشر المعايير المزدوجة للغرب، وقال للدول الغربية: يجب أن يتوقفوا للحظة للتفكير في التناقض الصارخ في استجابتهم للحروب في أماكن أخرى، إذ مات النساء والأطفال بالآلاف نتيجة الحروب والمجاعات، ولم تقابل الاستجابة لنداءات الأمين العام في هذه الحالات بالقدر نفسه من التعاطف.
ودعا العديد من القادة بشكل عاجل إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا قبل أن تتصاعد إلى حرب نووية مروعة، وقال وزير خارجية الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين: من الضروري أن تكون هناك مشاركة جادة للتوصل إلى نتيجة سلمية وإنهاء الحرب بالطرق السياسية، وطالب الغرب بالتوقف عن استفزاز روسيا من خلال دعم أوكرانيا بالسلاح والمال لإطالة أمد الحرب.
ووصف آخرون الآثار الاقتصادية للحرب في أوكرانيا وعلاقتها بالغذاء والضروريات الأساسية وتأثيرها على أوروبا، ودعوا جميع الأطراف، وداعمو أوكرانيا الغربيون، إلى العودة إلى طاولة المفاوضات قبل أن تتصاعد الحرب إلى كوارث إنسانية وحرب نووية.
وقالت رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة أمام الجمعية: “نريد نهاية للحرب بين روسيا وأوكرانيا لانريدها للتأجيج والتصعيد من قبل الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية.
أحث ضمير العالم: أوقفوا سباق التسلح، أوقفوا الحرب نريد ضمان الغذاء والتعليم والرعاية الصحية والأمن للأطفال.. أقيموا السلام.
