الثورة – ترجمة رشا غانم:
في تموز وآب 2022، أزالت وسائل التواصل الاجتماعي- الفيس بوك وتويتر- مجموعتين متداخلتين من الحسابات لانتهاكهما شروط خدمة المنصات.
ووفقاً للمحللين، فإن الحسابات المعلقة “قدمت باستمرار روايات تروج لمصالح الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، بينما تعارض دولاً مثل روسيا، الصين وإيران”.
هذا ويمكن العثور على تحليل مفصل للحسابات المشبوهة في تقرير بعنوان:” الصّوت غير المسموع”، وتقييم خمس سنوات من عمليات التأثير السري المؤيدة للغرب”، شارك في تأليفه مرصد ستانفورد للإنترنت وغرافيكا، إذ اتضح أن الحسابات جزء من سلسلة من الحملات السرية على مدى ما يقرب من خمس سنوات بدلاً من عملية واحدة متجانسة.
كما كشف التقرير، عن أنّ حملات التضليل استخدمت” تكتيكات غير أصيلة”، لإغراق مساحة المعلومات بالدعاية المؤيدة للغرب.
وأظهرت الحسابات المحظورة، على سبيل المثال، “علامات واضحة على نشاط نشر آلي أو منسق للغاية”.
لقد أنشؤوا شخصيات مزيفة مع صور متطورة من الذكاء الاصطناعي للتلاعب بالخطاب عبر الإنترنت من خلال مشاركة محتوى مماثل، وتم النشر على منافذ إعلامية مستقلة لتعزيز مصداقية المستخدمين المزيفين، وأطلقوا التماسات عبر الإنترنت وبدؤوا بحركات الـ”هاشتاج” في محاولة لإثارة الروايات التي تخدم أجندة القوى وراء الكواليس.
ولم يكن مفاجئاً أن حدد موقع تويتر الولايات المتحدة الأميركية كواحدة من “دول المنشأ المفترضة”، وأعلن “فيسبوك” بأنّ الولايات المتحدة هي “بلد المنشأ”.
يُذكر أنّ قانون المنافسة الاستراتيجية عام2021 – الذي اعتمده الكونغرس الأمريكي – سمح بمبلغ 300 مليون دولار كل عام “لمواجهة نفوذ الصين.”
ووفقاً لتحليل ستانفورد و غرافيكا وتقارير وسائل الإعلام الأمريكية، يُشتبه في تورط الجيش الأمريكي في إدارة “المتصيدون” على منصتي التواصل الاجتماعي هاتين، بهدف إجراء حرب معلومات سرية ضد الصين.
وهذا يفسر سبب إظهار الحسابات، اهتماماً خاصاً بجميع الأكاذيب المتعلقة بشينجيانغ، مثل ما يسمى بـ “الإبادة الجماعية” و”العمل القسري” للأويغور.
وعلى الرغم من جهود هذه الحسابات، فقد تم فضح المحتوى الذي شاركته منذ فترة طويلة، وكشفت الشهادات أن ما يسمى بالناجين والشهود على “الإبادة الجماعية” في شينجيانغ ، كانوا ببساطة ممثلين استأجرتهم قوى مصممة على تشويه سمعة الصين.
وتم إصدار “الدراسات” التي استشهدت بها وسائل إعلام غربية بشكل متكرر، من قبل علماء مزيفين مع القليل من النزاهة الأكاديمية.
لم تكلف الولايات المتحدة نفسها عناء تفسير أفعالها المخادعة، على العكس من ذلك، في اليوم نفسه الذي أصدرت فيه دراسة ستانفورد-غرافيكا، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريراً يتهم الصين بالتلاعب بالرأي العام العالمي بشأن شينجيانغ. لكن مثل هذه “الأشياء” فشلت في صرف الانتباه الدولي، وبدلاً من ذلك، فإن قائمة الرسوم التي جمعتها الولايات المتحدة الأميركية بناءً على خبرتها الخاصة قد أعطت عن غير قصد دليل البلاد لحملات التضليل.
في علم النفس، يشير الإسقاط إلى العملية العقلية حيث ينسب الناس للآخرين ما في أذهانهم، وستظهر مراجعة موجزة للتاريخ عدد المرات التي تبنت فيها الولايات المتحدة مثل هذا التكتيك وببراعة.
في حالة شينجيانغ، يبدو أن الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة إلى الصين تليق بنفسها أكثر من غيرها، بماضيها الملوث بدماء الأمريكيين الأصليين، إذ اختلقت الولايات المتحدة الأميركية قصة “الإبادة الجماعية” في شينجيانغ.
وأثناء الترويج لمؤامرات تلطخ شينجيانغ، اتهمت الولايات المتحدة الصين بالتلاعب بالرأي العام العالمي، فإذا كان هناك عنوان لكتاب قواعد اللعبة الذي كانت الولايات المتحدة تلجأ إليه في حملات التضليل، فيجب أن يكون مثل “لص يصيح” : “أوقفوا اللصوص “.
لكن لابد أن تشعر الولايات المتحدة الأميركية بخيبة أمل: “فالعالم يرى بوضوح، ولا تستطيع أن تأخذه إلى حيث تريد”.