ابتكار دماغ هجين

الثورة- ترجمة- رشا غانم:
ابتكر العلماء أدمغة هجينة للإنسان والفئران، وذلك لمحاولة فهم أفضل فيما يخص بعض الأمراض، كالتّوحد والصّرع.
وبينما يُعتبر وضع الخلايا البشرية في أدمغة الحيوانات، أمر أخلاقي رمادي، وذلك خوفاً من أن يبدأ بعض الحيوانات بالتفكير كالبشر نتيجة لذلك، لكنّ العلماء يجادلون بأنها أفضل طريقة للتعرف على الأمراض العصبية والنفسية، من خلال مراقبة الخطأ الذي يحدث للخلايا البشرية في الدماغ الحي بدلاً من المختبر.
استخدم العلماء في جامعة ستانفورد الخلايا الجذعية البشرية- والتي يمكن أن تصبح أي نوع من الخلايا في الجسم- لإنشاء خلايا دماغية في المختبر. وهذه الخلايا متصلة لتشكيل مجموعات تسمى “العضّيات”.
وضع الباحثون هذه العضيات في أدمغة الفئران الصغيرة، حتى تنمو الخلايا وتعمل بشكل طبيعي، وليمكنهم التعرف على مرض وراثي يسمى متلازمة تيموثي – التي تسبب شكلاً من أشكال التوحد وترتبط بمشاكل القلب الشديدة.
وقد نجح هذا بشكل جيد لدرجة أنه عندما دغدغ الباحثون” شعيرات الفئران، استجابت حوالي 70 في المائة من الخلايا البشرية الموضوعة في المخلوقات”، للإحساس.
حتى أنه كان من الممكن التحكم في سلوك الفئران، باستخدام خلايا الدماغ البشرية، والتي تم جعلها حساسة للضوء.
وكانت الفئران كلّما تناولت مشروباً مائياً ليروي عطشها من صنبور، استخدم العلماء الضوء الأزرق لتنشيط الخلايا البشرية في أدمغتهم.
وبعد أسبوعين من ذلك، مجرد تنشيط خلايا الدماغ جعل الفئران تذهب وتلعق فوهة الماء.
ومن جهته، أكدّ سيرجيو باسكا- أستاذ الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية الطب بجامعة ستانفورد، وكبير مؤلفي دراسة الفئران: “يمكننا الآن دراسة نمو الدماغ الصحي، وكذلك اضطرابات الدماغ التي يُفهم أنها تتجذر في النمو بتفاصيل غير مسبوقة، دون الحاجة إلى استئصال الأنسجة من دماغ الإنسان.
وأضاف باسكا: “يمكننا أيضاً استخدام هذه المنصة الجديدة لاختبار الأدوية الجديدة والعلاجات الجينية للاضطرابات العصبية والنفسية”.
هذا ورسم الباحثون خطاً لوضع أنسجة المخ البشرية في الشمبانزي، وقرود المكاك، التي لها أدمغة أكثر تشابهاً مع الناس.
ووضح البروفسور باسكا بأنّ الفئران، التي تعيش حياة أقصر بكثير من البشر، لديها أدمغة تتطور أسرع بنحو 20 مرة من أدمغتنا، مما يحدّ من مدى اندماج خلايا الدماغ البشرية مع خلايا الفئران.
وسيكون هناك تكامل أكبر بكثير في الحيوانات الرئيسية، كالشمبانزي، ووفقاَ للمؤلف باسكا، الذي قال: “أعتقد أنه يتعين علينا أولاً الاستفادة من التكنولوجيا التي طورناها، ووضعها موضع التنفيذ، ومعرفة ما يمكن أن تعلمنا إياه بالفعل حول تطور الدماغ البشري، والمرض، وما إذا كان بإمكاننا استخدامها بشكل منهجي لاختبار الأدوية – ثم النظر ما إذا كانت أي أنواع أخرى ستكون ضرورية”.
يُذكر أنّ العلماء قاموا بزراعة “عضوياتهم” لمدة شهرين في المختبر، حتى بدؤوا يشبهون القشرة الدماغية البشرية، ثم تمّ زرعها في أدمغة جراء الفئران التي كان عمرها يومين أو ثلاثة أيام فقط – وهو الوقت الذي يتم فيه إجراء معظم اتصالات الدماغ.
وبشكل لا يصدق، تطورت خلايا الدماغ البشرية بشكل مشابه لكيفية أدائها عند وجودها في البشر.
وحتى الآن، قام العلماء بزرع خلايا من ثلاثة مرضى مصابين بمتلازمة تيموثي في أدمغة الفئران البشرية الهجينة.
وبينما بدت خلايا الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب الدماغي طبيعية جداً في المختبر، فقد تم الكشف عن أنها تنمو بشكل أصغر في دماغ حقيقي، مما يلقي ضوء جديد على الحالة.
حيث يمكن لهذا العمل، أن يعزّز البحث بالمثل في الاضطرابات العقلية مثل الفصام أو التوحد، دون الحاجة إلى إجراءات جراحية مثل استخراج الأنسجة من الدماغ.
ومن جهتها، ختمت البروفيسورة تارا سبيرز جونز- نائبة مدير مركز اكتشاف علوم الدماغ في جامعة إدنبرة: “هذا البحث لديه القدرة على تعزيز ما نعرفه عن نمو الدماغ البشري واضطرابات النمو العصبي”.
المصدر: ديلي ميل

آخر الأخبار
"الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات أول عملية وشم واسعة النطاق للخيول الأصيلة في دير الزور إدلب: في أول جولة له بالمحافظة.. وزير الاقتصاد يطَّلع على الواقع الصناعي والتجاري مرتبطة بسمعة الطبيب السوري.. كيف يمكننا الاستثمار في السياحة العلاجية لا تكرار وسط مخاوف من التصعيد.. الاشتباكات تتواصل بين الهند وباكستان "المطبخ المركزي العالمي" يعلن نفاد مخزونه في غزة تفعيل أقسام مستشفى نوى الوطني ترامب يعتزم اعتماد بلاده لتسمية "الخليج العربي".. وإيران تحذر طرطوس.. حملة تبرع للدم لمرضى التلاسيميا حمص.. معينات سمعية لـ ٤٥ من الصم والبكم "السياحة" توقع مذكرة تفاهم مع شركات سعودية - قطرية دمشق وباريس.. صياغة علاقات جديدة الشرع: سوريا اليوم ليست على هامش الخريطة .. ماكرون: استقرارها مهم ل...