الثورة- منهل إبراهيم:
في وقت تصعد فيه أوروبا تهديداتها تجاه روسيا، وتحشد ما بوسعها لدعم كييف في الحرب، تواصل موسكو العملية العسكرية بلا هوادة، تساندها بيلاروس والشيشان ودول أخرى تواجه نفس المشروع الغربي المدمر، والداعم لنظام كييف.
وزير الخارجية البيلاروسي، فلاديمير ماكي، قال اليوم إن مينسك تدرس اتخاذ تدابير انتقامية صارمة لنشر الترسانات النووية على أراضي بولندا والدول المجاورة الأخرى.
وقال ماكي في مقابلة مع صحيفة “إزفستيا” الروسية: “إذا تم نشر الأسلحة النووية بالفعل على أراضي البلدان المجاورة لنا، فيمكننا اتخاذ خطوات أكثر صرامة”.
وعندما سئل عما إذا كانت “الخطوات الأكثر شمولية” تعني نشر أسلحة نووية على أراضي بيلاروس، قال ماكي إنه “لا يمكن لأحد استبعاد أي شيء في الوقت الحاضر، لذلك أعتقد أن قادتنا ناقشوا مثل هذه الخيارات أيضا”.
وقال الرئيس البولندي أندريه دودا غازيتا بولسكا، مؤخرا إن غياب الأسلحة النووية في بلاده يمثل مشكلة، وإن مسألة نشر الأسلحة النووية الأمريكية في بولندا مفتوحة.
في هذه الأثناء وجه الاتحاد الأوروبي تهديداً جديدا لموسكو، وحذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بوتين، وزعم أنه سيتم “القضاء” على الجيش الروسي من جراء الرد العسكري الغربي في حال استخدم بوتين أسلحة نووية ضد أوكرانيا.
وقال بوريل، في افتتاح أكاديمية دبلوماسية في بلجيكا: “بوتين يقول إنه لا يخادع. ولا يمكنه الخداع، ويجب أن يكون واضحا أن الناس الذين يدعمون أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء والولايات المتحدة وحلف الناتو هم بدورهم لا يخادعون”.
وأضاف: “أي هجوم نووي ضد أوكرانيا سيولد ردا، ليس رداً نووياً، بل هو رد عسكري قوي من شأنه أن يقضي على الجيش الروسي”.
وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ روسيا من “عواقب وخيمة” في حال شنت هجوماً نووياً على جارتها الموالية للغرب.
وقال: “لن نتحدث عن الطريقة التي سنرد بها بالضبط، لكن هذا بالطبع سيغير طبيعة النزاع بشكل جذري”. وأضاف: “بل أي استخدام لأسلحة نووية أصغر سيكون أمراً خطيراً جدا.”
في غضون ذلك انضمت 14 دولة عضواً في حلف شمال الأطلسي إلى ألمانيا في إطار مبادرة أطلق عليها اسم “درع الفضاء الأوروبي” تهدف إلى اقتناء معدات دفاع مضادة للطائرات والصواريخ بشكل مشترك.
وأوضحت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرشت أن المشروع الذي قدمه المستشار الألماني أولاف شولتس هذا الصيف، يهدف إلى شراء أنظمة “أيريس-ت” و”باتريوت”.
وتقود ألمانيا المبادرة التي انضمت إليها المملكة المتحدة وبلجيكا وبلغاريا وتشيكيا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا والمجر وهولندا والنروج وسلوفاكيا وسلوفينيا ورومانيا.
وانضمت فنلندا المرشحة لعضوية الناتو إلى المشروع.
وقال نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ميرسيا جيوانا في بيان “ستعزز الوسائل الجديدة، التي ستنضم إلى الدفاع الجوي والصاروخي لحلف الناتو، قدرتنا على الدفاع عن الحلف بشكل كبير ضد كل التهديدات الجوية والصاروخية”.
ولم تنضم فرنسا إلى المبادرة، علماً أن نظامها للدفاع أرض-جو متوسط المدى “مامبا” منخرط بشكل كامل في سلسلة المراقبة التابعة للقيادة الجوية للناتو، ما يضمن الدفاع عن الاجواء وحماية الوحدات الفرنسية المنتشرة في رومانيا لتعزيز قوة حلف شمال الأطلسي الدفاعية على الجبهة الشرقية للناتو.