الملحق الثقافي – سعاد زاهر:
هل علينا أن نتنمر نحن أيضاً…؟
في مواجهة تنمرهم الفكري، هل يتاح خيارات ونحن في خضم تعاطي عدواني، بإمكانه استباحة كل شيء…؟
ربما أوضح الأمثلة التي نعيشها حالياً، تلك المتعلقة بهيمنة ثقافات بطرق تبدو ظاهرياً ناعمة، ولكنها في العمق تستقوي بإمكانيات وانتشار تسعى إليه كل المحطات التلفزيونية من جهة، ومواقع التواصل التي باتت تتبنى أشكالاً عنيفة من التنمر الإلكتروني، تفضي إلى أذى كبير.
إذا حاولنا معرفة أهداف التنمر، ندرك إلى أين يريد من يتبناه أن نصل…؟
النتيجة المطلوبة خلف التنمر الفكري أو الفني، هي الهيمنة وإنتاج ثقافة كالتي نعيشها حالياً خاوية، تفرض ذاتها، بقوة الوسيلة التي تتبناها سواء أكانت تأتينا عبر مواقع التواصل، أو عبر السينما، أو عبر الدراما…
حين تتحقق أهداف التنمر على مستوى جماعي، حينها تتفكك ثقافات وهويات لتبدأ النتائج التي يرغب المتنمر بظهورها، الأمر يبدأ من المستوى الفكري عبر الوسائل التي تندرج تحت مسميات متنوعة…
بالطبع إن أخطر الأنواع تلك التي تأتينا بقوالب جذابة، وتحت مسميات تبدو للوهلة مقنعة كتلك التي نعيشها في عالم الانترنت، دون أن تتمكن أي قوى من السيطرة عليها، بل على العكس إن محاولة السيطرة عليها، قد تذهب بنا، إلى ردود فعل عكسية.
إن ما نعيشه عبر مواقع الانترنت من صور وفيديوهات وتعليقات اجتماعية وعرقية …تنمر الكتروني، يبدأ صغيراً، ولا نعرف متلازمته الجذابة إلى أين تفضي بمرتاديها، في عالم اختلف فيه التنمر وبات يظهر بشكل خفي، ليفضي بنا إلى دروب يبدو من الصعب جداً، العودة عنها…!.
العدد 1116 – 18- 10-2022