الإبادات الثقافية….

الملحق الثقافي – علي حبيب:

اذا كان التنمر الثقافي الآن شكلاً من أشكال العنصرية التي تتعدد أشكالها، فإن التنمر هو الصيغة المخففة من الإبادات الثقافية التي عرفها التاريخ ..مثل الفرنسة في الجزائر، والتتريك الذي مارسه الاحتلال العثماني للوطن العربي..والتهديد الذي يمارسه الكيان الصهيوني في فلسطين..
ومن أفضل الكتب التي عالجت هذه الظاهرة كتاب أميركا والإبادات الثقافية الباحث منير العكش، وفيه يعرض كيف مارس الأميركيون جنونهم وحروب إبادتهم على الهنود أصحاب الأرض الأصليين.
في فصل حمل عنوان التطهير الثقافي يبدأ بإقتباس طويل لمارك توين يقول فيه (وقفت بجانب وزير الحرب وقلت له أن عليه أن يجمع كل الهنود في مكان مناسب ويذبحهم مرة والى الأبد.
وقلت له: إذا لم توافق على هذه الخطوة فإن البديل الناجح هو الصابون والتعليم، فالصابون والتعليم أنجع من المذبحة المباشرة وأدوم وأعظم فتكاً ..أن الهنود قد يتعافون بعد مجزرة أو شبه مجزرة لكنك حين تعلم الهندي وتغسله فإنك ستقضي عليه حتماً.
عاجلاً أم آجلاً التعليم والصابون سينسفان كيانه ويدمران قواعد وجوده ..وقلت له: سيدي اقصف كل هندي من هنود السهول بالصابون والتعليم ودعه يموت) مارك توين ١٨٦٧م
وعلى الرغم من أن الهنود كانوا يغتسلون أكثر من الأوربيين فإن دعاية لصابونة ايفوري كان الإعلان مرفقاً برسم مهين يظهر فيه الرجل الهندي وهو يرتدي لباس الأميركيين وينشد قصيدة هجائية لنفسه وقومه يوحد فيها القذارة النفسية والبدنية وبين الإنسان الهندي ويتهم نفسه وأهله بالتوحش والعنف والولوغ في دم المستوطنين الأبرياء:(لطالما كنا صعاليك متوحشين مخيفين لا تستهوينا فنون السلام ..نلتحف أغطية ملوثة بالشحم ملطخة بدم الجواميس ودم المستوطنين ..وكنا في قيظ الصيف وغباره ..لا نغتسل إلا نادراً من شهر إلى شهر لكن صابون ايفوري كان شعاعاً من ضوء ..غسل حياتنا الشقية بالنور..وها نحن الآن بفضل صابون ايفوري متمدنون طيبون نحترم القوانين كما ينبغي ..ونلبس الكتان والشاش والمشدات تماما كما يلبس بيض الوجوه من الناس ..
لهذا فإنني أحمل معي حيثما أذهب ..
قطعة من صابون ايفوري ..لاشهد العالم على ما تكرمت به المدنية..
علي وعلى زوجتي وكيف طهرتنا وجعلتنا بهجة للناظرين).
ومن الاقتباسات المهمة أيضاً ما قاله توماس مكولاي (لا أظن أبداً أننا سنقهر هذا البلد (الهند) ما لم نكسر عظام عموده الفقري التي هي لغته وثقافته وتراثه الروحي) توماس مكولاي مهندس سياسة التعليم الإنكليزية للشعوب المستعمرة.
العدد 1116 – 18- 10-2022

آخر الأخبار
اثنان منهم عملا على الملف السوري.. الإعلان عن الفائزين بجائزة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لعام 2025 حمص تستعيد هدوءها.. رفع حظر التجوال واستئناف الدوام المدرسي عن المجتمع المدني والمرأة في المرحلة الانتقالية  ضمن نتائج حملة "فداءً لحماة".. المحافظة تطلق مشاريع خدمية لتمكين عودة الأهالي اعتقال 120 متورطاً باعتداءات حمص والداخلية تعلن إنهاء حظر التجول مدير الشؤون الصينية في وزارة الخارجية: إعادة فتح سفارة الصين بدمشق مطلع 2026 من بداية 2026.. سوريا والأردن يتفقان على توسيع التبادل التجاري دون استثناء الجناح السوري يتصدّر "اليوم الثقافي" بجامعة لوسيل ويحصد المركز الأول السيدة الأولى تحضر قمة "وايز 2025" في أول نشاط رسمي لها سوريا والجامعة العربية.. عودة تدريجية عبر بوابة التدريب العسكري دمشق تحتضن ملتقى الموارد البشرية.. مرحلة جديدة في بناء القدرات الإدارية في سوريا  الخارجية تستقبل أرفع وفد سويدي لمناقشة ثلاثة ملفات توغل إسرائيلي جديد في ريف القنيطرة وعمليات تجريف واسعة في بريقة لتعزيز الجودة القضائية.. وزير العدل يشارك بفاعلية في الرياض أردوغان: أنقرة لا تحمل أي نزعة للتوسّع في سوريا جيل بلا آباء.. تداعيات غياب الرجال على البنية الاجتماعية والأسر في سوريا ترخيص أكثر من 2700 منشأة خلال تسعة أشهر بلودان والزبداني تعيدان ابتكار السياحة الشتوية.. الطبيعة أولاً والثلج ليس شرطاً "استثمار تاريخي بقيمة أربعة مليارات دولار".. توقيع العقود النهائية لتحويل مطار دمشق الدولي إلى مركز ... هل ما جرى في زيدل جريمة جنائية بلبوس آخر.. أم أنه مخطط فاشل لإحياء رواسب الماضي؟