الملحق الثقافي – نبيل فوزات نوفل:
ثقافة التنمر هي السياق أو الموضع الذي يكون نمط التنمر والسلوكيات أمراً عادياً أو روتينياً وهو يرتبط بعدم توازن القوى الاجتماعية أو المادية أو غيرها من القوى التي تشتمل على الشخص أو المجموعة وتشتمل ثقافة التنمر على الأنشطة اليومية والطريقة التي يتعلق بها كلّ شخص بالآخر،وتركز ثقافة التنمرعلى طريقة تفكير الربح/الخسارة، كما أنها تشجع كذلك على السيطرة والعدوانية(ويكيبيديا،الموسوعة الحرة) وتقوم ثقافة الإكراه على الاغتيال المعنوي،والإكراه والخوف والتشهير تشويه السمعة،الاتهام الكاذب،التلاعب بالعقول،والنميمة والمضايقة والإذلال والإهانة والترهيب والوقاحة والتهكم والتحقير والسخرية ونشر الشائعات، التحقير والاستبعاد ونشر الشائعات والتربص. وأخطر أنواع التنمر العمل على إيقاع الذي على الطرف الآخر وذلك من خلال التنمر اللفظي ،حيث يستخدم المتنمرون لفظياً بعض الكلمات والعبارات والشتائم لإظهار القوة والسيطرة على الشخص المتنمر عليه، كما يستخدمون التنمر اللفظي للتقليل من شأن الآخرين،تحقيرهم،كما أنه غالباً ما يكون التنمر اللفظي صعب الإثبات لعدم وجود أدلة ملموسة تدل على وقوعه ويجب أخذ التنمر اللفظي بعين الاعتبار على مجمل الجد لما يترك أثاراً نفسية كثيرة وخطيرة ،وبالتالي فهو فيروس خطر يفوق في خطورته فيروس كورونا والفيروسات الأخرى.
إن من يتابع حالة الثقافة في الوطن العربي سرعان ما يتأكد له أنها تعاني من جميع أنواع التنمر الثقافي، فالمثقف العربي عرضة لكلّ أنواع التنمر سواء على صعيد علاقته بالسلطات والجهات المسؤولة عن الثقافة أو علاقة المثقفين فيما بينهم فهناك تنمر المثقف على زميله المثقف، ، من خلال العلاقات التي تقوم على الكيدية والحسد والشللية والنقد البعيد عن الموضوعية ، فهناك من يطلق الشائعات للنيل من بعض المثقفين نتيجة قزميته وحسده ،أو كونه مرتزقاً ومنافقاً يستخدم أداة لتحقيق مآرب بعض الجهات التي تستخدمه لتسويق بعض الأفكار التي يراد منها تحطيم بعض الأشخاص أو تدمير بعض الهويات، أو ممارسة القهر والتهديد من قبل بعض الأجهزة القمعية لمنع بعض المثقفين من التعبير بشكل صريح عن قضايا الطبقات الكادحة وحقوقهم المسلوبة .
وبالتالي يمارس أحياناً أكثر من نوع من التنمر الثقافي على المثقف في أن واحد. كما أن الثقافة العربية تعاني من الاضطهاد والحصار والتشويه والإلغاء من قبل العولمة ورعاتها ومطبليها والعاملون من أجلها من قبل الغرب الإمبريالي وأذنابهم ومرتزقتهم سواء كانوا أشخاصاً أو مؤسسات،وبالتالي نقول التنمر الثقافي العولمي هو من أهم الأخطار التي يواجهها المثقف العربي والثقافة العربية .كما أن التنمر الثقافي يمارس على المثقفين والثقافة العربية في المناطق الواقعة تحت الاحتلال وخاصة في الكيان الصهيوني وما تقوم به تركيا من خلال محو ثقافات وسياسة التتريك وفرض أنماط ثقافية جديدة وخاصة عندما تحاصر اللغة ،وتستخدم لغة بديلة فالكيان الصهيوني يعمل على إزالة ثقافة شعب ومحو هويته الوطنية والقومية وهذا تنمر ثقافي احتلالي ،وهو من أخطر أنواع التنمر الثقافي . إن المطلوب اليوم الوقوف في وجه كلّ من يمارس التنمر الثقافي وتعريته وخلق مناخ مناسب للراحة النفسية والاقتصادية وتوفير البيئة المناسبة لكي تنمو الثقافة التي تحتاج إلى بيئة حاضنة بعيدة عن القهر والتشهير والضغط والنفاق وهدر كرامة المثقف واعتبارها خطاً أحمر يمنع على أي جهة النيل منها.
العدد 1116 – 18- 10-2022