الثورة – فاتن أحمد دعبول:
يحتفي كتاب” عاشقات الياسمين” للأديبة إيمان النايف بالمرأة السورية التي استطاعت عبر التاريخ أن ترسم خطاها بوعي كبير، فكانت العالمة والمناضلة والكاتبة والطبيبة، فلم تكن يوماً خارج إطار وطنها، بل كانت الشريك الفاعل في الدفاع عن وطنها والنهوض به، فكتبت بالوجدان قصة تحدٍ وحكاية وطن ورواية وجود أرادته فكان.
وفي حفل التوقيع الذي تميز بحضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي، بينت الكاتبة إيمان النايف بأن الكتاب جاء للإضاءة على سيدات من سورية، كان لهن الدور الكبير في تحرر المرأة وانتشالها من الجهل، وتشجيعها على الدخول ميادين العلم والعمل.
وأوضحت أن العديد من النساء التي ذكرت في الكتاب، كن منارات ودخلن معترك الحياة من أوسع أبوابها، وخضن الحياة بتجاربها كافة، وانتصرن على العبودية، فكن إيقونات ومنارات تهتدي بنورهن النساء السوريات كافة.
وبيَّن د. فرحات الكسم في إضاءته على الكتاب، بأنه يضم بين دفتيه سيرة شخصيات نسائية مهمة، كان لها أكبر الأثر ليس في العمل الوطني في سورية وحسب، بل أيضا دورها في المشهد الثقافي والفكري والنضالي.
وأضاف الكسم: عرف عن تلك النساء أدوارهن القيادية، وشكلن حالة متقدمة في المعرفة، وإلقاء الضوء عليهن يهدف إلى جعلهن قدوة للأجيال وخصوصاً من الفتيات والنساء، فالرجل يصنع التاريخ، والمرأة هي التاريخ، التي صاغت جزءاً مهماً من تاريخنا ونسيناها.
وتوقف محمد الطاهر صاحب دار توتول عند أهمية كتاب” عاشقات الياسمين” في أنه يضم عبقاً لمجموعة من الرائدات الماجدات في سماء سوريتنا، ابتداء من زهرة الشام نازك العابد والملقبة بالسيف الدمشقي التي قادت مع ماري عجمي أول تظاهرة نسائية ضد الاستعمار الفرنسي، وشاركت في العديد من الندوات والاجتماعات، وأسست جمعية” نور الفيحاء لمساعدة ضحايا الثورة ضد الفرنسي.
ومن هذه النساء” غادة السمان، ماري عجمي، كوليت خوري، سنية صالح والدكتورة نجاح العطار ..” وقد اعتمدت الكاتبة الترتيب الزمني لتاريخ ميلادهن في ترتيبهن، لأن كل واحدة منهن كانت الأولى والمتميزة والإيقونة والقدوة في عصرها.
وأضاف الطاهر: لقد كانت المرأة في سورية وعبر العصور جزءاً فاعلاً في حياة المجتمع، ولم تتوقف سورية عن إنجاب العظيمات من نسائها واللاتي أصبحن صروحا يمجدها التاريخ، وهي اليوم تواصل ممارسة أدوارها القيادية في البلاد، وتؤثر تأثيراً كبيراً في المجتمع المحيط بها، فهي جميلة قوية، لا تكسرها المحن والظروف الطارئة، والدليل ما نراه كل يوم من بطولات نساء سورية.
وكتاب” عاشقات الياسمين” للمؤلفة إيمان النايف، صادر عن دار توتول للطباعة والنشر، ويقع في 118 صفحة من القطع الكبير.
ومن يتابع الكتاب لابد سيشعر بالفخر والاعتزاز بما قدمته النساء السوريات، ومنها” أليس قندلفت” أول مندوب يمثل سورية في هيئة الأمم المتحدة، هذه السيدة الدمشقية الدبلوماسية الأولى على مستوى العالم، وقد كانت مثالاً حياً لمن يؤمن بقضية ويدافع عنها.
وكذلك ثريا الحافظ رائدة العمل الإنساني والتي عاشت حياة النضال ومقارعة الاستعمار والتوق إلى حرية المرأة والتوجه إلى الثقافة والعلم، وهي أول امرأة سورية ترشح نفسها للانتخابات في العام 1953.
والقائمة تطول، وماتزال رحلتها مستمرة في مناحي الحياة كافة، وتسعى بجهود كبيرة لتبني الأجيال وتنثر عبق الحياة في أرجاء الكون، فكانت وماتزال إيقونة المحبة والعطاء.
