من يحق له ممارسة التنمر الثقافي ؟

الملحق الثقافي – رنا بدري سلوم: 

«مهمة الثقافة أن تخلق رؤية مستقبلية لما يجب أن يكون وليس لما هو كائن» إجابة الدكتور عبدالله الشاهر عن سؤالي ماذا نقرأ لنرتقي؟ إذا كان واقعنا شيئاً والعناوين المعروضة شيء آخر؟ ألا يجب أن تكون الثقافة زاد لعقول لا تتقبل النقد ؟ ومتى ندمنُ القراءة كإدماننا للتنمّر الذي نوجهه لبعضنا بعضاً في كل حين ولاسيما حين يبصر منتج أدبي النور؟ أسئلة لابد من طرحها ليس للإجابة عنها وحسب، بل لتقييم الواقع المعروض وإعادة صياغة المنتج المقدم لهذا القارئ؟ من يحكم على نجاحه؟ من يقيمه بطريقة أكاديمية؟ من يتنمّر عليه وعلى كاتبه؟ نعم حتى الثقافة لها تنمّر خاص، رغم اختلاف المسميات إلا أن الجوهر واحد.
«إذا كنتِ من الأشخاص الذين بدؤوا منذ فترة قصيرة بكتابة الشعر، فحاولي من أجل ذلك عدم أخذ آراء الأشخاص الذين يثبطون جهودك بالكلمات الجارحة، والحرص على أخذ آراء الأشخاص الداعمين لما تكتبين» جملة مقتبسة من رابط كيف تصبحين شاعرة المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي التي تخلق قاص وشاعرة في يومٍ وليلة، فاتهامات البعض بعدم امتلاك الموهبة الشعرية والصفة الجمالية، والتمكن من أدوات اللغة هو نوع من التنمر إن أجدت التعبير، فليس المهم عند تلك الفئة من الكتّاب الحرص على التمكن من أدوات الكتابة بقدر ما همهم العلاقات الشخصية التي تصنع شاعرة، وتبني روائي، وترفع كاتب، مع الأخذ بالاعتبار اللايكات التي يحصل عليها منشور على مواقع التواصل الاجتماعي الذي يمسي الحاكم على إبداع الكاتب والمؤيد لمنتجه والداعم في استقطاب القرّاء الذين يطلعون على شكل المادة لا مضمونها، كلها تصب في ثقافة القراءة وتصويبها التي تعد جزءاً من مهنتنا الصحفية فمن خلال مقالاتنا نشجع الكتابة والكتّاب، ونضيء إعلامياً على منتجاتهم الأدبية والفكرية للتشجيع لا للنقد والتنمر، فلا يوجد نقد يهدم كما كان في السابق من الأيام، حين كنا في بوتقة الورق، الآن وفي العالم الأزرق يحكمنا تجميل المفردات والنقد البنّاء إن وجد، والدليل الإصدارات التي تطبع بكثرة إما ورقياً أم إلكترونياً، ومن كل حدب وصوب، رغم ما يعانيه الكاتب من تكاليف الطباعة والنشر، ورغم اختلافات الرأي حول منتجه المقدم، إلا أنه ككاتب أصبح بموقع المحارب الذي لا يسمح لنفسه أن يخسر المعركة، معركة وجوده، وإثبات تجربته الأدبية، رغم تعرضه للانتقادات أو حتى التنمّر الذي يتفشى في الوسط الثقافي، فهناك تجارب مريضة لا صحة لها، وتجارب ميتة وعقيمة لا حياة فيها، وتجارب عميقة لا يمكن حصرها في قمقم الانتقاد أو ممارسة التنمر الثقافي عليها، وإن قلنا إن التنمر في الوسط الثقافي ليس عاطفياً ولفظياً وحسب بل كتابيّ أيضاً وهو ما يمسي وثيقة يصعب محوها ولاسيما في ذاكرة الكاتب الذي مورس عليه هذا الأذى النفسي، سابقاً سمعنا عن تجارب أدبية لم تستمر بسبب هذا «التنمر» الذي هو اليوم يتعدى المواجهة الشخصية إلى فضاء أرحب، مملوء بضجيج المجاملات والعلاقات ورغم هذا يستمر الكاتب في الكتابة مع وهم الأغلال التي يراها من قبلنا كقراء ونقاد مع اتهامنا بالتنمّر!
العدد 1116 – 18- 10-2022

آخر الأخبار
تنسيق سوري ودولي لضمان عودة طوعية وتدريجية تقييم احتياجات مركز الرعاية الصحية الأولية في خان أرنبة مرضى يتألمون في "الرازي" بحلب.. وأطباء تخدير غائبون من المسؤول عن صرخة حسن؟ بسبب الصيانة.. فصل الكهرباء عن كامل محافظة القنيطرة تضامن إقليمي.. لبنان يرسل طائرتي إطفاء للمساعدة في حرائق اللاذقية "إكثار البذار" بحلب تنفذ خطّتها الإنتاجية والتسويقية في الطريق نحو فرص العمل.. التدريب والتمكين بوابة الولوج للسوق   ملتقيات التوظيف.. فرص عمل حقيقية أم بيع للأوهام ؟!  أحلام مؤجلة..، وآمال لا تموت في عيون شباب سوريا أطباء "سامز" يباشرون خدماتهم لمرضى الأورام والداخلية "بدرعا الوطني" عودة جزئية لعمل مراكز خدمة المواطن بدرعا جهود مضنية لاحتواء حرائق غابات في جبل التركمان والفرنلق حرائق الساحل.. ترميمها يحتاج لاستراتيجية بيئية اقتصادية اجتماعية خطة طموحة لتحسين خدمات المستشفى الوطني الجامعي.. استشارات وحجز مواعيد وتفاعل مع المرضى والمواطنين بك... أريحا بتستاهل.. مبادرة تطوعية تؤهل أكبر حدائق المدينة أطفال الشوارع.. براءة مهدورة.. انعكاس لأزمة مجتمعية وتجارة يستثمرها البعض  تمديد فترة استلام محصول القمح في ديرالزور استئناف استلام محصول التبغ في حماة إنهاء التشوهات في سعرالصرف يتطلب معالجة جذرية  التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري