الثورة – متابعة_ عبد الحميد غانم:
تواصلت اليوم عملية التسوية في الغوطة الشرقية التي انطلقت الثلاثاء الماضي، حيث توافد اليوم المئات من سكان الغوطة للاطمئنان على أوضاعهم وتسوية أوضاع المطلوبين منهم سواء أكانوا من المتخلفين عن الخدمة العسكرية أو الفارين من الخدمة أو كانوا مطلوبين للاحتياط أو كان عليهم أوضاعاً أمنية.
وشهدت مراكز التسوية في الغوطة اليوم منذ الصباح الباكر توافداً كثيفاً من سكان مدن وبلدات الغوطة الشرقية من المدنيين والعسكريين الفارين لتسوية أوضاعهم.
«الثورة» تابعت لليوم الثالث عملية التسوية واطلعت مباشرة على الإجراءات التي تتم خلالها، واستمعت إلى آراء عينة من المراجعين والمواطنين والمواطنات في المنطقة، واستطلعت على آرائهم وانطباعاتهم حول عملية التسوية.
عودة الحياة
السيدة حياة رحيباني عضو مجلس مدينة دوما، أكدت أهمية عملية التسوية لإعادة الحياة إلى طبيعتها في الغوطة ودوما وغيرها من المدن وفي كل البلدات، كونها تنهي الإشكالات التي عانت منها المنطقة نتيجة الإرهاب، وتسعى إلى تسوية الأوضاع المخالفة مما يسنح لهم الاطمئنان على وضعهم والتنقل بحرية دون خوف أو قلق.
وقالت رحيباني: لقد شكلت أجواء الارتياح وسهولة الإجراءات التي قدمتها لجان التسوية بفضل حكمة القيادة السياسية وإشرافها ومتابعتها والخطوات التي قامت بها بدءاً من إنهاء الإرهاب وتحرير المناطق التي تعرضت له ثم المصالحات ومراسيم العفو، واليوم عملية التسوية التي نشهدها، كلها خطوات ناجحة عملت وتعمل على تجاوز الأزمة وإعادة المنطقة إلى حالتها الطبيعية ودورها المهم في عملية التنمية الوطنية وتشجع الناس وخاصة المترددين على الالتحاق بها.
وأشارت إلى دور التسهيلات وحالة الارتياح الذي وجده المراجعين لمراكز التسوية وتعرفوا على أوضاعهم وأعلم البعض بأن عليه بعض الإشكالات المتعلقة بالخدمة العسكرية وأعطوا مهلة زمنية للالتحاق بالخدمة العسكرية.
ألغت حاجز الخوف
ونوهت رحيباني بأن التسوية ألغت حاجز الخوف والقلق والتردد الذي كان يكتنف بعض الشباب لكن بعد مراجعة مراكز التسوية تبدد كل شيء واستقرت نفسيات الكثيرين واطمأن الكثيرون على أوضاعهم ممن لم تتلوث أيديهم بدماء الأبرياء، ليكملوا دورة حياتهم إلى جانب عائلاتهم وأولادهم باطمئنان وراحة، بينما الآخرون الذين عليهم تقصير في الالتحاق بالخدمة العسكرية فمنحوا مهلة لتدبير أمرهم والالتحاق بالخدمة.
وقالت رحيباني: إن هذه الإجراءات عززت الثقة بين المواطن والدولة والراحة النفسية للمواطنين، وقوّت من قناعتهم بأهمية دور الدولة في قيادة التطور الإنساني والتنمية الاقتصادية هذا الدور الذي حاول الإرهابيون ومشغليهم التأثير عليه، مشيرة إلى أن حملات التضليل والأكاذيب التي سوّقتها جهات خارجية وخاصة الغرب لا أساس لها من الصحة على أرض الواقع ولم تعد تنطلي علينا.
السيدة نور الهدى التي جاءت للاطمئنان على وضع زوجها المريض الذي أنهكه المرض ولم يستطع مراجعة مركز التسوية في اليومين الماضيين، وبعد المراجعة عبرت عن ارتياحها الكبير وأنه ستكون هنالك تسهيلات ومراعاة كبيرة لوضعه الصحي، وأكدت أنها ستجلبه اليوم إلى المركز قبل انتهاء الفترة المحددة لعملية التسوية، وأملت أن تراعى حالته الصحية. وقالت: لقد شجعني الكثيرون على إجراء تسوية لزوجي ووجدت من خلال زيارتي وردود فعل الناس أن الأجواء مريحة ومشجعة للجميع وخاصة المترددين، عليهم أن يسارعوا لإجراء التسوية.
تسهيلات وأجواء مريحة
وأمام أحد مراكز التسوية، التقت « الثورة» عدداً من المراجعين، وتحدثت عن أوضاعهم وآرائهم.
أبو أحمد الرجل الأربعيني قال: جئت اليوم إلى مركز التسوية للاطمئنان على وضعي من ناحية الخدمة أو الاحتياط أو أمر آخر، ولعل الدافع الكبير كان ما سمعته بالأمس ورأيته اليوم من تسهيلات وأجواء مريحة، وكل الذين يدخلون يخرجون مرتاحين على خلاف ما سمعنا من بعض الجهات الخارجية.
عدنان توجه بالشكر للدولة وقيادتها على رحابة الصدر الذي وجده المراجعون في مراكز التسوية، وقال: لقد رأفت الدولة بنا بعد المعاناة التي وجدتها المنطقة ووقعت ضحية للإرهاب وتخريب الإرهابيين بأوامر من الخارج، ونأمل أن تراعي الدولة ظروف المتخلفين عن الخدمة والاحتياط وخاصة المعيشية التي تمر بها البلد والعالم.
مروان الشاب العشريني الذي ينتظر دوره بهدوء للدخول إلى مركز التسوية أكد أن الدولة وإجراءاتها هي التي شجعته وشجعت الكثير من الشباب لتلبية الدعوة لمراجعة مراكز التسوية للاطمئنان على وضعهم وتسوية أوضاع المطلوبين للخدمة العسكرية.
تجري بسلاسة
أبو أكرم قال: إنه جاء للاطمئنان على وضعه، مؤكداً أن التسوية تجري بسلاسة دون مشكلات وأنها تساعد عودة الناس والحياة إلى الوضع الطبيعي الآمن والمستقر، والذي يدفع الناس لممارسة نشاطهم بحرية ودون عوائق وهي حالة صحية تبعث على المزيد من الأمل بتحسن الأوضاع نحو الأفضل.
حسام، شاب في العشرين من العمر حضر إلى مركز التسوية مدفوعاً من قبل والديه من أجل تسوية وضعه ومن أجل التحرك بحرية والالتحاق بالخدمة، وقد لاحظ التسهيلات والأجواء المريحة التي سادت وهو ما أعطاه دفعاً آخر لمتابعة التسوية.
هشام، معلم دهان، حضر للاطمئنان على وضعه قال: حضرت مثل الكثير من الشباب والرجال لتلبية دعوة الدولة لتسوية وضعي وكلي ثقة بإجراءات الدولة التي تقوم بها لمصلحتنا ومصلحة المنطقة والبلد. أريد أن أعود إلى مواطنتي وعملي من أجل خدمة أسرتي وبلدي وأهلي.