بالاشتراك مع قوات سورية .. التحالف الدولي ينفذ إنزالاً جوياً جديداً بريف إدلب

الثورة – إيمان زرزور

نفذت قوات التحالف الدولي بالاشتراك مع وحدات عسكرية سورية، فجر اليوم الأربعاء، عملية إنزال جوي في منطقة أطمة بريف إدلب شمال غربي سوريا، في ظل استمرار عمليات الحالف لملاحقة ورصد مناطق اختفاء قيادات تنظيم داعش.

وأوضحت المصادر أن العملية بدأت نحو الساعة الثانية بعد منتصف الليل مع تحليق مكثف للطيران المروحي فوق المنطقة، تزامناً مع تطويق عدد من الأحياء السكنية، وأشارت إلى أن إطلاق نار خفيف سُمع مرتين خلال العملية، دون تسجيل أي اشتباكات مباشرة مع مجموعات مسلحة محلية أو عناصر أخرى.

يأتي هذا الإنزال بعد أسابيع من العملية التي نفذتها القيادة المركزية الأميركية في مدينة الباب بريف حلب الشمالي، والتي أسفرت عن مقتل القيادي البارز في تنظيم “داعش” ضياء زوبع مصلح الحرداني ونجليه. وذكرت القيادة حينها أن المستهدفين كانوا يشكلون تهديداً مباشراً للقوات الأميركية والتحالف، إضافة إلى الحكومة السورية الجديدة، مؤكدة أن العملية جرت دون إصابة المدنيين المتواجدين في الموقع. تؤشر هذه العمليات المتكررة إلى أن التحالف الدولي لا يزال يرى في بقايا تنظيم “داعش” خطراً جدياً على الأمن الإقليمي والدولي، رغم تراجع القدرات الميدانية للتنظيم خلال السنوات الأخيرة.

ويعكس الاعتماد على أسلوب الإنزال الجوي أمرين أساسيين أولها “دقة الأهداف” فالتحالف يسعى للوصول إلى قيادات محددة وشبكات ضيقة يصعب استهدافها بوسائل أخرى، وهو ما يتطلب عمليات نوعية سريعة ومباشرة. أما الأمر الثاني فهو “منع إعادة التشكل” إذ تكشف هذه العمليات أن “داعش” يحاول استعادة نشاطه في بعض المناطق الريفية والبادية، ما يفرض على التحالف تنفيذ ضربات استباقية تعرقل محاولات التنظيم للتوسع أو إعادة تنظيم صفوفه. المشاركة السورية في إنزال أطمة تعكس بدورها مستوى جديداً من التنسيق الميداني مع التحالف، الأمر الذي قد يساهم في تضييق الخناق على خلايا “داعش” ويمنعها من استغلال حالة الفوضى أو الانفلات الأمني، كما أن استمرار هذه العمليات يرسل رسالة بأن الحرب على الإرهاب في سوريا لم تُحسم بعد، وأن الخطر لا يزال قائماً طالما بقي التنظيم قادراً على شن هجمات محدودة أو إعادة بناء شبكاته.