“شهران إلا “

أيام الدراسة اتفقنا مجموعة من الزملاء على زيارة حديقة تشرين، وعند المساء أتى أحد الزملاء للاعتذار عن الموعد قائلاً: “والله أنا ما فيني.. خالي رح يتوفى بكرا ” طبعاً خاله كان بمشفى المواساة ولكنه عاش ثماني سنوات بعدها، قبل شهرين قال وزير التجارة من على طاولة صحيفة الثورة إن الأسعار ستنخفض بنسبة جيدة بعد شهرين، ولكن اليوم بعد شهرين زادت أكثر من ٥٠ %، وقبله وزير الكهرباء وعد بتحسن الكهرباء بداية النصف الثاني من العام الحالي إذ نشهد تراجعاً كبيراً.
لا أحد يلوم وزير الكهرباء ولا التجارة ولكن السؤال على أي معطيات أطلق كل منهما وعوده؟.
فالواقع أتى بعكس التصريحات، فهل كانت التصريحات لتمرير الزمن؟.. المواطن اكتوى بالآمال ولا يريد إلا معرفة الواقع كي لا يبني على أحلام تنتهي بالخيبة.
بالاجتماعات الحكومية طبعاً الوضع لا يختلف، ففي الجلسات الأخيرة “وجَّه” رئيس الحكومة وزارة الموارد المائية بزيادة عدد السدات المائية لحصاد مياه الأمطار، و “وجَّه” وزارة النفط بزيادة توزيع المازوت، و “وجَّه” وزارة الكهرباء لزيادة التوليد الكهربائي.
والسؤال كيف تزيد الموارد المائية عدد السدات  والاعتمادات التي حصلت عليها محددة لمشاريع معينة ومدروسة بالخطة الاستثمارية؟.. فمن أين تمول ذلك؟..  أيضاً بما يخص المشتقات النفطية، من أين تزيد وزارة النفط الكميات إذا كانت التوريدات متوقفة أو متأخرة وهي  محددة الكميات، فهل هناك مبالغ تم رصدها لزيادة التوريدات؟.. وعلى نفس الأمر الكهرباء، فتأخر التوريدات النفطية يقلص كميات الفيول، فكيف تزيد ساعات التغذية الكهربائية؟.. أليس الخروج للناس وشرح الواقع أفضل من وعود تكررت فكانت النتائج أسوأ؟
طلبات الحكومة من وزاراتها كمن يطلب من فتاة زيادة عدد الأولاد لحاجة سوق العمل لهم  والبنت غير متزوجة، فكيف ستنجب؟ أو مثل أب أخذ ابنه إلى الطبيب وقال له الطبيب يجب أن يأكل كل يوم لحوماً وفواكه لأن لديه سوء تغذية، وطبعاً لو أن الأب قادر على تأمين الطعام لما كان حصل سوء تغذية للولد.
تصدير الرسائل للمواطن يجب أن يكون مبنياً على معطيات وحقائق لا على أمنيات وهروب إلى الأمام لكسب الوقت، المواطن لم يعد يصدق الحقائق لأن الوعود الخلبية طغت، ولم تعد الحقيقة مقنعة.
الظروف صعبة على جميع الدول، والمتغيرات العالمية سريعة، والانعكاسات أشد وأسرع  فكيف إذا اجتمع هذا المشهد الدولي العاصف مع عقوبات وحصار ظالم استهدف كل شخص وكل تفاصيل حياتنا؟.. الفترة صعبة وقد تكون بقادمها أصعب ولكن التعاطي بصدق وشفافية  أو بنصف الحقيقة لأن هناك ما يَصعُب التصريح عنه مع المواطن قد يخفف ويساعد بتجاوزها.

معد عيسى

آخر الأخبار
"قسد"  ترسل تعزيزات عسكرية استعداداً لحملة مداهمات في قرى دير الزور بمشاركة مشرّفة من المجتمع المحلي.. إخماد حريق قرية بملكة في طرطوس حمص تفتح أبوابها للسياحة… جولة بين حجارة القلعة وحدائق الغاردينيا أكثر من 70 فريق إطفاء ومروحيات  في مواجهة الحرائق النقل الداخلي.. من "فرنٍ متنقل" إلى واحة نسمات باردة تعويض الفاقد التعليمي للتلاميذ في بصرى الشام غرفتا عمليات لمتابعة إخماد الحرائق.. وزير الطوارئ: الأولوية الحفاظ على الأرواح والممتلكات وزير الطوارئ رائد الصالح: جهود كبيرة للفرق العاملة على إطفاء الحرائق قبيل لقائه بساعات .. ترامب يحذر  بوتين من العبث معه لليوم الخامس على التوالي.. انتشار حرائق جديدة في كسب 500 سلة غذائية للمهجرين في بصرى وصماد وسط معركة السيطرة على حرائق الساحل والغاب.. حملة تضليل ممنهجة تستهدف "الخوذ البيضاء"  إجراءات لضمان زيادة محصول القمح بجودة عالية رسائل ردع وسيطرة… تعزيزات عسكرية غير مسبوقة للجيش السوري في الساحل " إسرائيل" تواصل مجازرها في غزة.. وتنديد بخطتها الاستيطانية في الضفة شطحة .. النار تجتاح البلدة وتهدد مئات السكان الأردن: نقوم بكل ما نستطيع لدعم وحدة وسيادة واستقرار سوريا وزير الطاقة التركي: سنرفع صادرات الكهرباء إلى سوريا إلى 900 ميغاواط مطلع العام المقبل بريطانيا ترحب بالتقرير الأممي حول أحداث الساحل وتؤكد دعمها لتنفيذ توصياته آثار بصرى الشام تستقطب السياح الأجانب