الثورة خالد الخالد
ارتفعت وبشكل كبير ومتسارع أسعار قطع الغيار والتبديل والإطارات للسيارات خلال 10 سنوات، والزيادة وصلت إلى اكثر من 200 ضعف، فعلى سبيل المثال وليس الحصر كان سعر (الرومان) نوعية صينية نحو 250 ليرة، أما اليوم فوصل سعرها لنحو 25ألف ليرة، والإطار قياس 14، ومن نوعية الرومان نفسه كانت نحو 2000 ليرة، أما اليوم فسعره يتراوح بين 200 – 250 ألف ليرة، والحقيقة أن الأصناف المتوافرة حالياً من النوعية الرديئة، وسرعان ما تفقد جودتها بعد فترة قليلة، وأمام هذا الواقع يضطر الكثير من أصحاب المركبات التوجه إلى القطع المستعملة والموردة من بلدان التصنيع: ( كوري- ياباني …..)، وبالرغم من أن أسعارها ليست بالرخيصة، وتزيد عن سعر الجديدة إلا أنها تبقى ذات جودة ونوعية ومكفولة لأنها وبكل بساطة كما يقول أصحاب المهن:(قص بلادها).
وإن كان هناك مبررات لأصحاب السيارات للتوجه إلى قطع الغيار المستعملة، فإن الأمر المستغرب توجه عدد لأباس به من أصحاب السيارات إلى الإطارات المستعملة بالرغم من خطورة وعدم جدوى هذا الاختيار في كثير من الأحيان !؟.
يقول صاحب مركبة: إن الاطارات المستعملة هي الحل الوحيد في ظل الارتفاع الكبير للإطارات، ولا بديل أمامه غير هذا الاختيار، فالسياراة تكلف نحو مليون ليرة في حال تم تبديل الإطارات الأربعة، ومن النوعية الأرخص (الصينية)، بينما كان الأمر قبل الأزمة يكلف 8000 ليرة فقط، وهذا المبلغ مقدور عليه حينها، أما اليوم وفي ظل الأوضاع الاقتصادية والظروف الصعبة وارتفاع الأسعار بشكبل جنوني، قلصت الخيارات أمام الكثيرين وأصبح المستعمل هو الطلب المنشود.
واضاف: لم يتوقف الأمر عند ارتفاع أسعار الإطارات المستعملة، فأجرة (الكومجي) ارتفعت بشكل كبير فاليوم تكلفة (البنشرة) تتراوح بين 4-5 آلاف ليرة، وتختلف الأجرة بين المناطق الشعبية والراقية وبين الريف والمدينة، والأدهى من ذلك أن أجرة عيار الدولايب (نفخها بالهواء) تتراوح بين 500-1000 آلاف ليرة حسب المنطقة، والحجة ما في كهرباء، ويتم تشغيل المولدة!؟
و يقول آخر: إن أسعار الإطارات تضاعفت كثيراً، ما دفع كثير من السائقين إلى اللجوء للمنتجات والإطارات المستعملة كحلول مؤقتة (تمشاية حال) بعد أن ارتفعت أسعار الاطارات أكثر من ألف ضعف، حيث إن ثمن أربعة إطارات مستعملة حالياً يعادل سعر دولاب واحد جديد، ومن النوعية الرديئة نوعاً ما، وغالباً ما يلعب الحظ مع صاحب السيارة في اختيار إطارات قليلة الاستخدام، حيث يلجأ كثير من الذين أنعم الله عليهم بتبديل إطارات كل فترة لا تتجاوز السنة، لافتاً إلى حالات غش عند بعض الباعة حيث قام بشراء دولاب مستعمل بمبلغ 50 ألف ليرة، وتم إقناعه من قبل البائع أنه لم يتم استخدامه كثيراً، وكما يقال بالمصلحة (لقطة)، حيث قام البائع بغسله وتلميعه بحيث يظهر وكأنه جديد، ولكن للأسف وبعد سفرة واحدة فقط اضطر إلى استبداله لظهور ثلاثة ثقوب بالدولاب، وتالياً خسر الـ50 ألفاً والدولاب !؟
ويرى صاحب محل لبيع الاطارات أن الركود كبير، ويخيم على محال أصحاب المهنة من جراء تراجع حركة المبيعات، بعد أن تضاعف سعر الزوج تقريباً خلال العام الحالي، الأمر الذي دفع بالكثير من أصحاب السيارات التوجه إلى الإطارات المستعملة كحل بديل، علماً بأن أسعارها ارتفعت هي الأخرى، مدفوعة بزيادة الطلب، مبيناً أن الطلب على الدواليب المستعملة زاد في الفترة الأخيرة نتيجة الارتفاع الكبير بالأسعار وضعف القدرة الشرائية عند أغلبية السوريين، مؤكداً أن الطلب على شراء الإطارات المستعملة يتفوق على الجديد وأغلبية الذين يشترون الدواليب المستعملة ليست لديهم القدرة على شراء دولاب واحد جديد، كما أن هناك بعض القياسات لا تتوافر بكل وقت وهناك من ينتظر أياماً وربما أسابيع ليظفر بطلبه، مؤكداً أن الإطارات المستعملة ليس سيئة بالمطلق، فقد يبدل مالك السيارة إطارات سيارته بالكامل لمجرد وجود إطار واحد تالف مع أن بقية الإطارات حالتها جيدة وقابلة للاستخدام لعدة أشهر، وخاصة تلك الإطارات عالية الجودة.
وأكد رئيس قسم الآليات السابق في زراعة القنيطرة ورئيس لجنة الكشف على الآليات الحكومية محمود الشنان أن تضاعف أسعار الإطارات الجديدة دفع الكثير من السائقين إلى اعتماد الإطارات المستعملة كبديل برغم خطورتها، مبيناً أن متوسط العمر الافتراضي للإطارات لليابانية ثلاث سنوات، وللكوري سنتان، وللصيني سنة واحدة، وذلك وفقاً للنوعية والجودة لكن وبشكل عام ينصح الفنيون بألا تزيد فترة الاستهلاك عن عام كحد أقصى من تاريخ الإنتاج.
وأوضح الشنان أن هناك مواصفات تحدد جودة الإطار ويجب الانتباه إليها عند الشراء، كتاريخ الصنع، وشروط التخزين الجيدة، وشهرة العلامة التجارية، لافتاً إلى لجوء أصحاب السيارات إلى استخدام إطارات مستعملة في ظل ارتفاع أسعار الجديدة، بالرغم مما يشكله ذلك من مخاطر، علماً أنه ينصح باستخدام الأطارات الجديدة، ولكن كما يقال: (للضرورة أحكام).
وأضاف: حتى الإطارات المستعملة لم تسلم من ارتفاع الأسعار، لكن رغم ذلك يبقى هو الخيار المناسب لأصحاب المركبات مع ارتفاع سعر الجديد!؟.