الثورة – غصون سليمان:
حاجة الإنسان للانتماء كحاجته إلى الماء، فهو يحتاج إلى إطار ينطلق منه، سواء كان العائلة، أم الأرض، أم الوطن، لكي يحصل على الحب والشعور بالأمن، لذلك كله يتقبل المرء معايير الجماعة وقيمها ويتكيف معها ويتمثلها في حياته وأفكاره، يتبادل معهم الرموز والإشارات، فيشعر بأنه من تلك الجماعة وعضو فيها ومنتمٍ لها.
فالإنسان بطبيعته بحاجة إلى الطمأنينة والاستقرار وهذه متداخلة مع الانتماء، لاسيما وأن الفرد يحقق عن طريق الاتصال الخروج من العزلة والقلق والانخراط مع الجماعة، فيتفاعل معها ويشعر بالاطمئنان والقوة والاستقرار النفسي.
وفي هذا السياق يشير الدكتور عزت شاهين من قسم علم الاجتماع جامعة دمشق إلى أن الشخص أياً كان يرغب بتوكيد ذاته، وتحقيق الذات يتم من خلال تأثر الفرد بالآخرين وتأثيره فيهم، فالإنسان بحاجة لأن يؤثر في غيره بشكل عام، وأن يحقق النجاح، وأن يعبِّر عما يعتمل في صدره، وألا يبقي مجالاً للتأثر بالآخرين فقط. إذ لابد من الاتصال والمشاركة في المسائل التي تشغلنا، وتتأثر بهم كما يتأثرون بنا وأفكارنا.
وأضاف الدكتور شاهين أن الاتصال الإنساني ظاهرة تولد مع الإنسان، وتنمو بنمو معارفه، وخبراته، وقدراته، بحيث تتيح له مجال الاتصال والتواصل مع الآخرين عن طريق الرموز الدلالية لإقامة علاقات معهم، لافتاً بأن الإنسان عمل بدأب ونشاط منذ بداية الحضارة الإنسانية على تطوير الاتصال ووسائله وصناعته، حيث تزايد الاهتمام بدراسة الاتصال الجماهيري والآثار الاجتماعية والنفسية التي تنشأ عنه.
فما تحقق في هذا المجال أزال الحواجز التي تفصل الناس عن الآخرين في مشارق الأرض ومغاربها بغية معرفة مايفكرون به والاستفادة العامة مما يجري.
فالتأثير متبادل بين كل الأطراف.

التالي