يعطفون على الصغير ويحترمون الكبير، يتبرعون بأموالهم لإسعاد غيرهم، فقمة الفرح عندهم بمواساة مريض ودفع تكاليف عمليته الجراحية، أو شراء الدواء له، لا يهنئون بطعامهم إن لم يقدموا لقمة لجائع، لا تدخل السعادة قلوبهم إن لم يوفروا أسباب الطمأنينة لمحتاجيها.
شيمتهم الكرم، وأوصافهم الشهامة، نجدهم في كل حي وقرية ومدينة، فنحن نعيش في هذه الحياة بكل ما فيها من آمال وآلام ونتعايش ونتآلف مع بعضنا وننسجم أحياناً، ونختلف مع البعض الآخر أحياناً أخرى، فكل الأمور في حياتنا نسبية، ولكن على الأغلب هناك أناس مثل هؤلاء يجعلونك تعشق الحياة وتقبل عليها، وكأن القوم لا يشقى بهم جليسهم أبداً.
إنهم أصحاب القلوب النقية الكريمة والرحيمة الذين يؤثرون الآخرين على أنفسهم فيما يملكون من مال أولاً، وفيما يملكون من رحمة في قلوبهم ثانياً، فنراهم يقدمون الغالي والنفيس للفقراء، ويبذلون العطاء في الخفاء، وعنوانهم جبر الخواطر، فهو الهدف في حياتهم.
ومثل هؤلاء الأشخاص يقيمون المشاريع الكبيرة والهامة والمختلفة خدمة لبلدهم ومساهمة منهم في الحركة الاقتصادية والمعيشية، يعطفون على المساكين فتراهم يدخلون القلوب دون استئذان، وإذا بحثت عن سمات هؤلاء وصفاتهم وجدت الطيبة والتواضع والكلام المعسول النابع من قلوبهم.
شعارهم شكر النعمة والعطف على الناس الذين هم بحاجة للمساعدة، فهم كالأقمار والنجوم التي تتلألأ في كبد السماء تنير ما حولها، فكم نحن بحاجة إلى هؤلاء الكرام الذين يمنحون حياتنا سعادة وهناء، وطوبى لمن يكون مثلهم كما يقول الشاعر:
تشبهوا إن لم تكونوا مثلهم.. إن التشبه بالكرام فلاح.
وفي هذه السطور لا بد من حضور أصحاب الكرم الحقيقي، وهم رجال الجيش العربي السوري، فقلوبهم عامرة بعشق أبدي لوطنهم وشعبهم، ويبذلون أرواحهم من أجل الدفاع عنهما، وهذا قمة الكرم والعطاء والشهامة بلا حدود.
ولعل ثروة الأسرة الحقيقية في تعليم أبنائنا صفات هؤلاء الناس، ممن يعطفون على الصغير ويحترمون الكبير، وعودة على ذي بدء، فالحياة وبكل ما فيها من متاعب ومنغصات، فيها البلسم الشافي، وهو وجود أصحاب القلوب الأصيلة والنقية التي تعطي بسخاء وبسجيتهم وبعفوية ودون مقابل فأنعم وأكرم بهم، وهم في العلياء أينما حلوا وأينما ارتحلوا.
جمال شيخ بكري
