الثورة – تقرير أسماء الفريح:
تظاهر آلاف الأشخاص في شوارع مدينة لايبزيغ الألمانية تنديداً بسياسة حكومتهم التي وصفوها بأنها “دمية للولايات المتحدة وحلف الناتو”.
ووفقاً لوسائل إعلام ألمانية فإن المتظاهرين حملوا خلال الاحتجاجات التي نظموها أمام القنصلية الأمريكية في لايبزيغ أمس الأعلام ورفعوا شعارات كتب عليها “أيها الأمريكيون، اذهبوا إلى دياركم!” مشيرة إلى أن اعتقالات جرت في صفوف المتظاهرين من قبل قوات الشرطة الموجودة في المكان.
وأوضحت أن المظاهرات جرت في لايبزيغ ومدن أخرى في شرق ألمانيا.
وشهدت عشرات المدن الألمانية خلال الأسابيع القليلة الماضية مظاهرات منددة بسياسة الحكومة لطريقة تعاملها مع المشكلات الاقتصادية ومع الأزمة الأوكرانية، لافتين إلى أن سياسة العقوبات ضد روسيا “فشلت تماماً”.
وتأتي هذه المظاهرات في الوقت الذي رجحت فيه مجلة شبيغيل الألمانية أن يواجه الألمان زيادات هائلة في أسعار الكهرباء بحلول العام الجديد، مبينة أن أزمة الطاقة في أوروبا الناجمة عن الحرب في أوكرانيا تجبر المزيد والمزيد من موردي الكهرباء على فرض الزيادة في الأسعار للمستهلكين.
كما نظم مئات التشيكيين أمس وقفة احتجاجية في العاصمة براغ ضد سياسات حكومتهم “قصيرة النظر”، فيما يتعلق بالطاقة والتجارة والمساعدة لأوكرانيا.
وذكرت وسائل إعلام تشيكية أن بعض المحتجين حملوا لافتات تطالب الحكومة بالتوقف عن سياستها حيال الطاقة وأوكرانيا، و رددوا هتافات تطالب باستقالتها.
وكشفت دراسة أجريت لحساب الإذاعة التشيكية في أيلول الماضي أن أكثر من نصف المواطنين التشيك لا يثقون بحكومة رئيس الوزراء بيتر فيالا، كما قال 45 بالمئة إنهم غير راضين عن الإجراءات الحكومية ضد ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.
ونظمت إضرابات ومظاهرات مماثلة في عدد من المدن الأوروبية خلال الأشهر الماضية احتجاجاً على ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية، وزيادة التضخم وسياسة العقوبات التي فرضت على روسيا عقب بدء عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا والتي انعكست سلبا على المواطنين الأوروبيين.
وفي السياق، حذر الكاتب ميكولاس فينيكور في منشور له بصحيفة “بوليتيكو” من أن سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن يمكن أن تتسبب بمشكلات خطيرة للاقتصاد الأوروبي، مشيراً إلى تشابه بايدن مع سلفه دونالد ترامب، على الرغم من الاختلافات في التفاصيل، لجهة أن الأولوية القصوى لواشنطن في عهدهما هي مصالحها وطموحاتها حتى ولو كانت ستضر الحلفاء.
وأوضح أن الولايات المتحدة تتجاوز مصالح الاتحاد الأوروبي وتواجه الصين وتوجّه أقصى قدر من الموارد إلى هذه المواجهة. مبيناً أنه حتى الحملة الاقتصادية ضد موسكو والتعاون مع الناتو على خلفية الحرب في أوكرانيا تخدم بشكل غير مباشر هذا التوجه.
ويتابع فينيكور أن مثالًا آخر على تضارب المصالح مع الأوروبيين هو قانون خفض التضخم الأميركي، مشيراً إلى أنه يوفر 369 مليار دولار لبرامج الطاقة والمناخ، بالإضافة إلى الإعانات الممولة من دافعي الضرائب لإنتاج السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، مؤكداً أن هذه كارثة محتملة لأوروبا.
وعلى خلفية القانون الذي تم إقراره في آب الماضي أصبحت البيئة الاقتصادية في الولايات المتحدة أكثر جاذبية للأعمال التجارية وبدأ عدد من رواد الأعمال في الانجذاب إلى السوق الأمريكية.
وكان الاتحاد الأوروبي طالب السلطات الأميركية بتعديل بعض المزايا الضريبية الواردة في القانون الذي أطلق عليه “التشريع الأخضر” نظراً لطبيعته التمييزية ولتأثيره التراكمي على الصناعة الأوروبية، وحذر من احتمال رد انتقامي في حال عدم التعديل.
وفي مقال آخر للصحيفة ذاتها قال مسؤولون أوروبيون إن واشنطن تجني ثروة من الأزمة الأوكرانية، من خلال بيع المزيد من الغاز والأسلحة إلى أوروبا بأسعار باهظة فيما نقلت عن مسؤول أوروبي لم تذكر اسمه قوله إن: “الرأي العام في أوروبا بدأ بالفعل في التحول ضد الحكومات الأوروبية وتحالفها مع أمريكا”.